(٢) رجاله لا بأس بهم، إلَّا أنَّ حماد بن سلمة قد خولف في وصله، خالفه حماد بن زيد - وهو أضبط للرواية منه - عند ابن سعد في "الطبقات" ٤/ ٣٦، وابن أبي الدنيا في "الهواتف" (١١)، فرواه عن عبد الله بن المختار عن النَّبِيّ ﷺ معضَلًا، ومع ذلك قوَّى ابن حجر إسنادَ رواية حماد بن سَلَمة في "فتح الباري" ١١/ ١٤٩! وقد سلف نحوه عن أبي هريرة من وجهٍ آخر برقم (٤٩٩٩) ليس فيه ذكر خِضاب الجناحين بالدم، وهو المحفوظ. (٣) خبر منكر، وقد اختُلف فيه عن عبد العزيز بن محمد - وهو الدَّراوردي - فرواه عنه أبو ثابت محمد بن عبيد الله هنا عند المصنّف موصولًا، وخالفه يعقوب بن محمد الزهري عند الحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث" (٦٨٤)، ومحمدُ بنُ عمر الواقدي في "مغازيه" ١/ ١٥٣، وهما من أئمة السير والمغازي، فرويا هذا الخبر عن عبد العزيز الدراوردي عن جعفر بن محمد - وهو الصادق - عن أبيه مرسلًا. فالظاهر أنَّ هذا هو الأشبه، يعني المرسَل، خصوصًا وأنَّ الواقدي ذكر أنَّ هذا الخبر لم يذكره أحدٌ من أصحابه الذين نقل عنهم خبرَ بدرٍ، يشير إلى أنه انفرد بنقله الدَّراورديُّ، والله تعالى أعلم. قلنا: والصحيح أن النَّبِيّ ﷺ إنما قَسَمَ لجعفر وأصحابه القادمين من الحبشة - ومعهم أبو موسى الأشعري وأصحابه الأشعريون - من فتح خيبر لما وافقوه حين افتتحها كما في حديث أبي موسى =