وكذلك رواه البيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ١٤٠ عن أبي عبد الله الحاكم نفسه بسنده الآتي في الرواية التالية، فعجبًا من الحاكم كيف قيَّده هنا بذكر والد العباس بن عبد الله بن مَعْبَد. وذكر المزيُّ في "تهذيب الكمال" ٣٥/ ٨٢ - ٨٣، ووافقه ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، وفي "التقريب": أنَّ بعض أهل أهله إما أن يكون أباه أو أخاه إبراهيم أو عكرمة مولاهم، وكلٌّ ثقةٌ. وقد رَوى البخاري في "تاريخه الأوسط" ١/ ٣٨٠ عن عكرمة مولى ابن عباس: أنَّ أبا حذيفة قُتل يوم اليمامة. وإسناده إلى عكرمة صحيح، فهذا يُرجِّح أن يكون المبهم هنا هو عكرمة مولى ابن عباس، والله تعالى أعلم. وقولُ ابن عباس هذا في ذكر استشهاد أبي حذيفة يوم اليمامة جاء بإثر قصة أسر المسلمين للعباس بن عبد المطلب عم النَّبِيّ ﷺ يوم بدر كما في الرواية التالية عند المصنّف، فناسب تخريجه هناك. (٢) في (ز): لأدعنَّه، ونظنها محرفة عن لأُلحِمَنَّه، ولأنَّ الدَّعَّ هو الدفع الشديد، ولا يناسبه ذكر السَّيف، ولهذا ضُبِّب، فوقها، وبُيّض لهذه الكلمة في (ص) و (م)، والمثبت من "دلائل النبوة" للبيهقي ٣/ ١٤٠ حيث روى هذا الخبر عن أبي عبد الله الحاكم بسنده هذا الذي هنا، وهو الموافق لرواية بعض من خرَّج هذا الحديث. ومعناه: لأقتلنّه كأنه جُعِل لحمًا. ورواه بعضهم بالجيم بدلٌ الحاء.