للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحابِك، فقام وقمتُ معه، حتى استمعَ إليه، ثم التفتَ إليَّ فقال: "هذا سالمٌ مولى أبي حُذيفة، الحمدُ لله الذي جعلَ في أُمّتي مِثلَ هذا" (١).

صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه هكذا، إنما اتفقا (٢) على حديث عُبيد الله عن نافع عن ابن عُمر: أنَّ المُهاجرين لما أقبَلُوا من مكةَ إلى المدينةِ كان يَؤُمُّهم سالم مولى أبي حُذيفة، لأنه كان أكثرَهم قرآنًا.

٥٠٧٢ - أخبرنا أبو العباس المَحبُوبي بمَرُو، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا يزيد


(١) حديث قوي، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن عبد الرحمن بن سابِطٍ كثير الإرسال كما قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" ٣/ ٢٢٥، وكأنه لم يسمع من عائشة، فقد روى هذا الحديثَ عبدُ الله بن المبارك في "الجهاد" (١٢٠) عن حنظلة بن أبي سفيان، عن ابن سابط: أنَّ عائشة احتبست على رسول الله … هكذا رواه مرسلًا، وكذلك رواه عبد الله بن هاشم الطُّوسي - وهو ثقة حافظ - عند الفاكهي في "أخبار مكة (١٧٢٩) عن عبد الله بن نُمير، عن حنظلة، عن عبد الرحمن بن سابطٍ، قال: أبطأت عائشة ذات ليلة … مرسلًا أيضًا وإن كان أحمد رواه في "مسنده" ٤٢/ (٢٥٣٢٠) عن ابن نُمير موصولًا. قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" ٣/ ٢٢٥: ابن المبارك أتقنُ من الوليد، وقال في "إتحاف المهرة" (٢١٩١٢): المرسَل أشبه.
ومع ذلك قَوَّى إسناد الموصول الذهبي في "تاريخ الإسلام" ٢/ ٣٦، وجوَّده في "سير أعلام النبلاء" ١/ ١٦٨، وكذلك جوَّد إسنادَه ابن كثير في "فضائل القرآن" ص ١٩٣!
وللمرفوع منه طريق أخرى سيأتي ذكرها ورجالها ثقات كما قال ابن حجر في "الإصابة" ٣/ ١٥، فإذا انضم إسنادها إلى إسناد طريقنا التي هنا تقوَّى الخبرُ وعُرف أنَّ له أصلًا، فلا يبعد تصحيحُه، كما قال ابن حجر في "نتائج الأفكار".
وأخرجه ابن ماجه (١٣٣٨) عن العباس بن عثمان الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ٤٢/ (٢٥٣٢٠) عن عبد الله بن نُمير، عن حنظلة بن أبي سفيان، به.
وللمرفوع طريق أخرى عند البزار (٢١٥) من طريق ابن جُريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن النبي سمع سالمًا مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل، فقال: "الحمد الذي جعل من أمتي مثلَه".
(٢) إنما أخرجه البخاري وحده (٦٩٢) دون مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>