للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأدركَتْ زوجها ببعضِ تِهامةَ، وقد كان رَكِبَ في سفينةٍ فلما جلس فيها نادى باللاتِ والعُزَّى، فقال أصحابُ السفينة: لا يجوزُ هاهنا أحدٌ يدعو شيئًا إلَّا الله وحده مُخلِصًا، فقال عِكْرمةُ: واللهِ لئن كان في البحر وحدَه، إنه في البَرِّ وحدَه، أُقسِمُ بالله لأرجعنّ إلى محمدٍ، فرَجَع عِكْرمةُ مع امرأتِه فدخَل على رسول الله ، فبايَعه فقَبِلَ منه.

ودخَل رجلٌ مِن هُذيل حين هُزِمت بنو بَكْرٍ على امرأته فارًّا فلامَتُه وعَجَّزَتْه وعَيَّرتْه بالفِرَارِ، فقال:

وأنتِ لو رأيتِنا بالخَندَمَهْ … إذ فَرَّ صفوانُ وفَرَّ عِكْرِمَهْ

وأَلحَمُونا بالسُّيوفِ المُسلِمَهْ … يَقطَعن كلِّ ساعدٍ وجُمجُمَهْ

لم تَنطِقي في اللَّوم أدنَى كَلِمَهْ

قال عُروة: واستُشهِدَ يوم أجْنادِينَ من المسلمين، ثم من قريش، ثم بني مَخزُومٍ عِكْرمةُ بن أبي جَهل (١).


(١) وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٤٩ - ٥٠ و ٩٨ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" ١٧/ (١٠٢٠) عن محمد بن عمرو بن خالد، به.
وروي مثلُه عن موسى بن عُقبة، عن الزهري مرسلًا، عند البيهقي ٥/ ٣٩ - ٤٧، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤١/ ٦٢ ورجاله ثقات، لكن ليس فيه ذكر قصة السفينة.
وأخرج قصة السفينة مفردة النسائي (٣٥١٦) من حديث سعد بن أبي وقاص، بإسناد حسن. وأخرجها كذلك الطبراني ١٧/ (١٠١٩) من مرسل ابن أبي مُليكة، ورجاله ثقات.
وأخرجها أيضًا ابن عساكر ٤١/ ٦٥ من مرسل سليمان التيمي، ورجاله ثقات.
واستشهاد عكرمة بأجنادين هو أصحُّ ما قيل في ذلك، وقد وافق عروةَ بنَ الزبير عليه موسى بن عقبة كما في التاريخ "الأوسط" للبخاري ١/ ٣٥٥. وهو الذي جزم به محمد بن عمر الواقدي فيما نقله عنه ابن سعد في "الطبقات" ٦/ ٨٨. ورواه موسى بن عقبة عن الزهري كما في "تاريخ دمشق" ٤١/ ٧١. وانظر ما سيأتي برقم (٥١٣٥).
والخدمة: جبل أسفل مكة، تجمع فيه ناس من قريش يوم الفتح ليقاتلوا المسلمين، وكان منهم صفوان بن أمية وسُهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>