للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٦١ - أخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق الخُزاعي بمكة، حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مَسَرّة، حدثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن جدِّه، عن عَمِّه خالد بن سعيد: أنَّ سعيد بن العاص بن أميّة مَرِض، فقال: لئن رَفَعَني اللهُ من مَرَضي هذا لا يُعبَدُ إلهُ ابن أبي كَبْشَةَ ببَطْنِ مكة، فقال خالد بن سعيد عند ذلك: اللهم لا ترَفَعْه (١).


= الواقدي - خبر أبي أحيحة سعيد بن العاص مع ابنه خالد لما أسلم من طريق أخرى تقدَّمت عند المصنف برقم (٥١٢٢)، لكن لم يسُق النبي هنا بتمامه، وساقه ابن سعد في "طبقاته" ٤/ ٨٨ و ٨٩ من تلك الطريق المشار إليها، وهي معضلة كذلك، لكن باجتماعهما يقوى الخبر إن شاء الله.
وأما قصة الرؤيا التي رآها خالد بن سعيد فلم تَرِد إلّا في هذه الطريق التي هنا.
وقد روي في رؤياه التي رآها غير ذلك، وهو ما أخرجه الحُسينُ المحاملي في "أماليه" (٢٤٨)، والدارقطني في "الأفراد" (٦٠)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ١/ ١٩ - ٢٠، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٦/ ٦٧ - ٦٨ من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد، قالت: لما كان قبيل مبعث النبي بينا خالد بن سعيد ذات ليلة نائم، قال: رأيت كأنه غشيت مكة ظلمة حتى لا يبصر امرؤ كفَّه، فبينا هو كذلك إذ خرج نور، ثم علا في السماء، فأضاء في البيت، ثم أضاءت مكة كلها، ثم إلى نجدٍ ثم إلى يثرب، فأضاء، حتى إني لأنظر إلى البُسر في النخل، فاستيقظت، فقصصتها على أخي عمرو بن سعيد، وكان جَزْلَ الرأي، فقال: يا أخي إنَّ هذا الأمر يكون في بني عبد المطلب، ألا ترى أنه خرج من حفيرة أبيهم. قال خالد: فإنه لما هداني الله به إلى الإسلام … وهذا فيه الواقدي أيضًا، ولكن إسناده من فوق الواقدي كلهم ثقات، وروي نحوه عند ابن سعد ١/ ١٣٩ من مرسل صالح بن كيسان، فهذا أصح في رؤيا خالد بن سعيد التي كانت سببًا في إسلامه، والله أعلم.
والصَّرِيمة: القِطعة من النخل أو غيره.
(١) رجاله ثقات، لكنه منقطع، فإنَّ سعيد بن العاص - وهو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميّة، نسب هنا لجد أبيه الأدنى أو الأعلى - لا يُدرك خالدَ بن سعيد بن العاص، وقد سمع سعيدُ بن عمرو هذا من أم خالد بنت خالد بن سعيد، فلعله سمع هذا الخبر منها، فإن صحَّ ذلك اتصل الإسناد وكان صحيحًا، والله تعالى أعلم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>