للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناسُ وأُخرج أبو عُبيدة وتَقدَّم معاذٌ فصلَّى عليه، حتى إذا أُتي به قبرُه دَخَل قبرَه معاذُ بنُ جبل وعمرو بن العاص والضحّاك بن قيس، فلما وضعوه في لَحْده وخرجوا فسَنُّوا (١) عليه الترابَ قال معاذ بن جَبل: يا أبا عُبيدة، لأُثْنينَّ عليكَ ولا أقولُ باطلًا، أخافُ أن يَلْحَقَني بها من الله مَقْتٌ، كنتَ واللهِ ما علمتُ من الذاكرين الله كثيرًا، ومن الذين يَمشُون على الأرض هَوْنًا، وإذا خاطَبَهم الجاهِلون قالوا سَلامًا، ومن الذين إذا أنفَقُوا لم يُسرِفُوا ولم يَقْتُروا وكان بين ذلك قوَامًا، وكنتَ والله من المُخبِتِين المُتواضعين الذي يَرحَمُون اليتيمَ والمسكينَ، ويُبغِضُون الخائنين المُتكبِّرين (٢).

٥٢٣٠ - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا محمد بن عبد الله بن رُسْتَه، حدثنا أبو أيوب سليمان بن داود الشاذَكُوني، حدثني محمد بن عمر الواقدي، حدثنا ثَوْر بن يَزيد، عن خالد بن مَعْدان، عن مالك بن يُخامِرَ: أنه وَصَفَ أبا عُبيدة، فقال: رجلٌ نحيفٌ مَعْروقُ الوجه، خَفِيف اللحية، طُوالٌ أجْنَى (٣) أثرمَ الثَّنِيّتَين (٤).


(١) سَنَّ الترابَ: إذا صبّه على وجه الأرض صبًّا سهلًا.
(٢) إسناده ضعيف. عمرو بن خالد بن عاصم بن عمرو بن عثمان لم نتبيّنه، وقد تابعه عليه أبو مِخنَف لوط بن يحيى عند أبي بكر الدِّينَوري في "المُجالسة" (٣١٤٣)، لكن أبا مِخنَف هذا تالف لا يوثق به، فلا اعتبار بمتابعته، على أنَّ الراوي عنه مبهم، ثم إنَّ أبا مخنف قال في روايته: عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري، فحصل اختلاف في تسمية راوي القصة، وسعيدٌ المقبري لم يُدركها يقينًا.
(٣) كذلك أُعجمت في (ز) و"تلخيص المستدرك" للذهبي، بالجيم المعجمة، وهي لغة في أجْنأ، يقال: أجنأ وأجنى، مهموزًا وغير مهموز، وهو مَن أشرف كاهِلُه على صدره؛ يعني محدودب الظَّهر، وقيل: هو الأقعس الذي في صدره انكباب إلى ظهره، يعني معكوس المعنى السابق.
(٤) وهو عند ابن سعد في "طبقاته الكبرى" ٣/ ٣٨٣ و ٩/ ٣٨٨ عن محمد بن عمر الواقدي، به، ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر ٢٥/ ٤٤٤.
ومَعْروق الوجه: قليل لحم الوجه.
والأثْرمُ: مكسور السّنّ من أصله، أو انكسار سنٍّ من الأسنان المقدَّمة مثل الثنايا والرَّباعيات، أو هو خاصٌّ بالثنيَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>