للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كيف هو، وقد طُعِنَ، فأراهُ أبو عُبيدة طَعْنةً خرجت في كفِّه فنَكَأَ به (١) شأنُها، وفَرِقَ منها حين رآها، فأقسَم أبو عُبيدة له بالله ما يُحِبُّ أنَّ له مكانَها حُمْرَ النَّعَم (٢).

٥٢٢٩ - أخبرني علي بن المُؤمَّل بن الحَسن بن عيسى، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن محمد العُثماني، حدثنا عَمرو بن خالد بن عاصم بن عمرو بن عثمان، حدثني عبد الملك بن نَوفَل بن مُساحِق، عن أبي سعيد المَقبُري، قال: لما طُعِن أبو عُبيدة، قال: يا معاذُ، صلِّ بالناس، فصلَّى معاذٌ بالناس، ثم مات أبو عُبيدة بن الجرَّاح، فقام معاذٌ في الناس، فقال: يا أيُّها الناسُ، تُوبوا إلى الله من ذُنوبِكم توبةً نَصُوحًا، فإِنَّ عبدَ الله لا يلقى الله تائبًا من ذنْبه إلَّا كان حقًّا على الله أن يغفرَ له، ثم قال: إنكم أيُّها الناسُ قد فُجِعتُم برجلٍ، واللهِ ما أَزعُمُ أني رأيتُ من عبادِ الله عبدًا قَطُّ أقلَّ غِمْرًا (٣) ولا أبَرَّ صدرًا، ولا أبعدَ غائلةً، ولا أشدَّ حبًّا للعافية، ولا أنصحَ للعامّة منه، فترحَّمُوا عليه ، ثم أَصْحِروا (٤) للصلاةِ عليه، فوالله لا يَلِي عليكم مثلُه أبدًا، فاجتمع


(١) في النسخ الخطية: فنكأته، بالتاء المثناة، ويغلب على ظننا أنها مصحفة عن نكأَ به، بمعنى: أثَّر بنفسِه شأنُها فأوجعه، يعني أثَّر بنفس الحارث بن عَمِيرة شأنُ الطعنة التي في كف أبي عُبيدة، ويؤيده قوله في بعض روايات الحديث: فبكى الحارثُ وفَرِق منها … فالضمير راجع إلى الحارث.
(٢) إسناده فيه لِينٌ، شهرُ بنُ حَوشَب - وإن كان إلى الضعف أقرب - روايةُ عبد الحميد بن بَهْرام عنه قوية عند بعض أهل العلم. عبد الله: هو ابن المبارك، وعَبْدان: هو عبد الله بن عثمان بن جَبَلة المروزي، وأبو الموجِّه: هو محمد بن عمرو الفزاري.
وهو في "الزهد والرقائق" لابن المبارك برواية الحسين المروزي (٨٨٢)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٥/ ٤٨٥.
وأخرجه البزار (٢٦٧١)، والطبراني في "الكبير" (٣٦٤)، وابن عساكر ١١/ ٤٥٩ - ٤٦٠ من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام، به.
(٣) تحرَّف في (ز) و (ب) إلى: عمدًا، وبُيِّض مكانها في (ص)، والمثبت على الصواب من "تلخيص المستدرك" للذهبي. وهو بكسر الغين المعجمة: وهو الحِقد، وزنًا ومعنًى.
(٤) في (ص): أصبِحوا. ومعنى الإصحار: الخروج إلى الصحراء، وربما عنى معاذٌ الخروجَ إلى العَراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>