للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٣٤ - حدثنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، حدثنا عبد الله بن قَحْطَبة، حدثنا العباس بن عبد العظيم، حدثنا وهب بن جَرير، حدثنا أبي، سمعت بشّار بن أبي سَيف يُحدِّث عن الوليد بن عبد الرحمن، عن عِياض بن غُطَيف، قال: دخلْنا على أبي عُبيدة بن الجرَّاح نعودُه وامرأتُه تُحيفَة جالسة عند رأسِه، وهو مُقبِلٌ بوجهِه على الجِدار، فقلنا لها: كيف باتَ أبو عُبيدة الليلةَ؟ قالت: باتَ بأجرٍ، فأقبل علينا بوجهِه فقال: إني لم أبِتْ بأجرٍ، ثم قال: ألا تَسألوني عما قلتُ؟ فقلنا: ما أعجَبَنا ما قلتَ فنسألَك عنه، فقال: سمعتُ رسول الله يقول: "مَن أنفَقَ نفقةً في سبيلِ الله فبسبع مئةٍ، ومَن أنفَقَ على نفسِه وأهلِه، أو عادَ مريضًا، أو مازَ أذًى، فالحسنةُ بعَشْر أمثالِها، والصومُ جُنَّةٌ ما لم يَخرِقْها، ومن ابتلاهُ اللهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِه فهو له حِطّةٌ" (١).


= ٩/ ٢٦٤، ومقاتل لم يدرك مرّةً فيما يغلب على ظننا.
وأخرجه البيهقي في "الكبرى" ٩/ ٢٧، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٥/ ٤٤٦ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٣٦٠)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥٥٨)، وابن عساكر ٢٥/ ٤٤٦ - ٤٤٧ عن أبي يزيد القراطيسي، عن أسد بن موسى، به.
والأَلُّ جمعُ الأَلّة: وهي الحَرْبة العريضةُ النَّصْل.
ونقل ابن عساكر ٢٥/ ٤٤٧ عن الواقدي أنه كان ينكر أن يكون أبو أبي عُبيدة أدرك الإسلام وينكر قول أهل الشام: إنَّ أبا عُبيدة لقي أباه في زحفٍ فقتله، وقال: سألت رجالًا من بني فِهر منهم زُفر بن محمد وغيره فقالوا: توفي أبوه قبل الإسلام، ويُسنِد أهلُ الشام ذلك إلى الأوزاعي.
قال ابن عساكر: وهذا غلط في قول الواقدي هذا.
(١) إسناده حسن من أجل بشار بن أبي سيف، فقد روى عنه ثقتان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحَّح حديثَه هذا أبو حاتم الرازي كما يُفهم من كلامه الذي نقله عنه ابنه في "العلل" (٦٨٨)، وصحَّحه كذلك ابن خزيمة (١٨٩٢)، لكن صحَّح البخاريُّ وغيره أن تابعيَّه هو غُضيف بن الحارث، ويؤيده وروده من طريق أخرى بمعناه عن غُضيف بن الحارث كما سيأتي، والله أعلم.
وأخرجه أحمد ٣/ (١٧٠١) عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>