وأخرجه النسائي (٢٥٥٤) من طريق واصل، عن بشار مختصرًا بذكر الصوم. وله طريق أخرى بمعناه عند البخاري في "الأدب المفرد" (٤٩١) من طريق سُليم بن عامر، عن غُضَيف بن الحارث، عن أبي عبيدة. وقد وقع في "الأدب المفرد" المطبوع: غطيف، بالطاء، لكن قول البخاري في "تاريخه الأوسط" ٢/ ١٠١٤ يفيد أنه بالضاد المعجمة، لأنه قال: وقال الثوري في حديثه: غطيف بن الحارث، وهو وهمٌ. ونقل البيهقيُّ في "الكبرى" ٩/ ١٧١ عن البخاري أنَّ الصحيح غُضيف بن الحارث الشامي، هكذا ذكره بالضاد المعجمة. وجاء في رواية الخفاف عن البخاري "للتاريخ الأوسط" ٢/ ١٠١٤ ما نصه: وقال الزُّبيدي: عن سُليم بن عامر، سمع غُضيفَ بن الحارث، عن أبي عُبيدة. وهذا إسناد "الأدب المفرد" نفسُه، ولفظُه في "الأدب المفرد": عن غضيف بن الحارث: أنَّ رجلًا أتى أبا عُبيدة بن الجراح وهو وجعٌ، فقال: كيف أمسى أجر الأمير؟ فقال: هل تدرون فيم تؤجرون به؟ فقال: بما يُصيبنا فيما نكرَهُ، فقال: إنما تؤجرون بما أنفقتم في سبيل الله، واستُنفِق لكم، ثم عدَّ أداة الرَّجُل كلّها حتى بلغ عِذارَ البِرذَون، ولكن هذا الوَصَبَ الذي يصيبُكم في أجسادكم يُكفّر الله به من خطاياكم. وقوله: حِطَّة، أي: تَحُطُّ عنه خطاياه وذُنوبه. (١) وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٥/ ٤٨٩ من طريق أخرى عن أبي حفص عمرو بن علي الفلّاس من قوله هو لم يجاوزه. وشيخُ الفلّاس هنا هو يحيى بن سعيد القطانُ. وهذا يكاد يكون مُجمعًا عليه بين أهل التاريخ في سنّ أبي عبيدة لدى وفاته كما في "تاريخ دمشق" ٢٥/ ٤٨٨ - ٤٩٠، سوى ما حكاه ابن إسحاق أنه عاش إحدى وأربعين سنة، وهو شاذٌّ. (٢) وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥٨٥).