للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٦٩ - حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، حدثنا مُسدَّد، حدثنا إسماعيل ابن عُلَيّة، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، حدثني فَرْوة بن نَوفَل الأشجَعي، قال: قال ابن مسعود: إنَّ معاذًا كان أُمَّةً قانتًا لله حنيفًا، فقلتُ في نفسي: غَلِط أبو عبد الرحمن، إنما قال الله ﷿: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ﴾ الآية [النحل: ١٢٠]، قال: أتدري ما الأُمَّة، وما القانتُ؟ فقلت: الله أعلمُ، قال: الأُمَّةُ الذي يُعلِّمُ الخَيرَ، والقانتُ المُطِيعُ الله ولرسوله ، وكذلك كان معاذُ بنُ جَبَل، كان مُعلِّمَ الخيرِ، وكان مُطيعًا الله ولرسوله (١).

هكذا رواه شعبةُ عن فِراسٍ عن الشَّعبي عن مَسرُوق عن عبد الله، وأسندَه في آخره:

٥٢٧٠ - أخبرَنَاه أحمد بن جعفر القَطِيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،


= وقد صحَّ عن النبي أنه قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب وأفرضُهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، ألا إنَّ لكل أمة أمينًا، وإنَّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" وسيأتي عند المصنف برقم (٥٨٩٤) من حديث أنس.
(١) خبر صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن المحفوظ - كما قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٨/ ٤١٧ - أنه من رواية الشعبي عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود، كما سيأتي عند المصنف في الطريق التالية، وكما تقدَّم برقم (٣٤٠٧)، وأنَّ مسروقًا حكى في روايته مراجعةَ فروة بن نوفل لابن مسعود وردَّ ابن مسعود عليه، فليس فروة مَن حدَّث الشعبيَّ بالخبر، كذلك رواه فراس بن يحيى وزكريا بن أبي زائدة ومجالد بن سعيد عن الشعبي، فقالوا: عن مسروق عن ابن مسعود.
والوهم فيه هنا من منصور بن عبد الرحمن - وهو الغُداني الأشَلُّ - فإنه قد خالف في أحاديث كما قال الإمام أحمد. وعلى أي حالٍ فللخبر طريق أخرى صحيحة أيضًا.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٢/ ٣٤٨، والطبري في "تفسيره" ١٤/ ١٩١، والطبراني في "الكبير" (٩٩٤٧)، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٢٩، والواحدي في "التفسير الوسيط" ٣/ ٩٠، وابن عساكر ٥٨/ ٤١٨ من طريقين عن منصور بن عبد الرحمن الغُداني، بهذا الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>