للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسهيلُ بنُ عَمرو مَجنُوب (١)، يَداهُ إلى عُنُقه (٢).

٥٣٠٩ - قال سهيل (٣): ولما دخلَ رسولُ الله مكةَ اقتَحمْتُ بيتي، وأغلقتُ علَيَّ بابي، وأرسلتُ إلى ابني عبدِ الله: أنِ اطلُبْ لي جِوارًا من مُحمّدٍ، فإني لا آمَنُ أن أُقتَلَ، فذهَبَ عبدُ الله إلى رسولِ الله ، فقال: يا رسول الله، أبي تُؤمِّنُه؟ قال: "نعم، هو آمِنٌ بأمانِ الله، فليَظْهَرْ"، ثم قال رسول الله لمن حولَه: "مَن لَقِيَ سُهِيلَ بنَ عمرو فلا يَشْتدُّ إليه، فلَعَمْري إِنَّ سهيلًا له عقْلٌ وشَرَف، وما مِثلُ سُهيلٍ جَهِلَ الإسلامَ"، فخرج عبدُ الله بن سُهيل إلى أبيه، فخبَّره بمَقالةِ رسول الله ، فقال سُهيل: كان والله بَرًّا صغيرًا وكبيرًا، وكان سهيلٌ يُقبِل ويُدبِر آمِنًا، وخَرَج مع رسولِ الله وهو على شِرْكِهِ حتى أسلمَ بالجِعْرانةِ، فأعطاهُ رسولُ الله من غنائم حُنَينٍ مئةً من الإبل" (٤).

وقد روى سهيلُ بن عَمرو عن رسول الله .

٥٣١٠ - حدثنا إسحاق بن محمد الهاشمي بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم،


(١) تصحف في (ب) إلى: مجبوب، وإنما هو مَجنُوب من: جَنّب الفرسَ والأسيرَ يَجنبُه جَنَبًا: إذا قاده إلى جَنْبِهِ.
(٢) وهو في "المغازي" للواقدي ١/ ١١٧ - ١١٨ في غزوة بدر، ورواه عنه ابن سعد ٦/ ١٢١، وزاد الواقدي هناك: فلما نظر إليه أسامة قال: يا رسول الله، أبو يزيد؟ فقال رسول الله : "نعم، هذا الذي كان يطعم بمكة الخبز".
(٣) كذا جاءت قصة طلب سهيل بن عمرو الأمانَ معطوفة على حديث جابر بن عبد الله في نسخ "المستدرك"، فأوهم أنها من تتمة حديثه في غزوة بدر، وإنما رواها الواقدي بإسناد آخر في قصة فتح مكة.
(٤) وهو عند الواقدي في "مغازيه" ٢/ ٨٤٦ - ٨٤٧، ومن طريقه أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٦/ ١٢٣، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٧٣/ ٥٤، وابن الجوزي في "المنتظم" ٤/ ٢٥٨ - ٢٥٩ عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: قال سهيل … فذكر القصة.
والجِعْرانة: موضع شمال شرقي مكة على نحو ٢٩ كم منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>