وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٥١١٨)، وفي "الأوسط" (٢٨٥١)، وابن عساكر ١٠/ ٤٦١ من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، عن سهل بن حسام بن مِصَكّ، عن أبيه، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم. فسمَّى التابعي القاسم بن عوف الشيباني، وسليمان الشاذكوني متروك. وأخرجه ابن أبي شيبة ١/ ٢٢٥ عن يزيد بن هارون، عن شيخ من أهل البصرة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم. كذا وقع في الطبعات المحققة من "المصنف" لابن أبي شيبة بذكر القاسم بن عوف بالشيباني، وبإسقاط ذكر قتادة، وإبهام الشيخ البصري، وقد جزم الحافظُ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ١/ ٣٠٨ بأنه حسام بن مِصَكّ نفسُه، وقال: كأنه أبهمه لضعفه. وأخرجه أبو القاسم الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" ٤/ ١٣٨ من طريق الحسن بن أبي الربيع الجُرجاني، عن يزيد بن هارون، عن أبي أمية البصري، عن القاسم بن عوف، عن زيد بن أرقم. فإن كان الحسن الجرجاني حفظه، فالغالب أنَّ أبا أمية هذا هو إسماعيل بن يحيى - ويقال: ابن يعلى - الثقفي البصري، وهو متروك الحديث ليس بشيء. وقوله: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" روي من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا عند مسلم (٣٨٧). ومن حديث بلال بن رباح نفسِه عند البخاري في "التاريخ الكبير" ١/ ١٠٣، والبزار (١٣٦٥)، والطبراني في "الكبير" (١٠٨٠)، وفي "مسند الشاميين" (١٨٨٨) و (٢١٤١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٢٧٩٠) وابن عساكر ٣/ ١٠٦ و ١٠٧، وابن حجر في "نتائج الأفكار" ١/ ٣٠٨، ولفظه عن بلال قال: يا رسول الله، إنَّ الناس يتَّجرون ويتبعون معايشهم، ولا نستطيع أن نفعل ذلك، فقال: "ألا ترضى يا بلال أنَّ المؤذنين أطول الناس أعناقًا يوم القيامة". وإسناده ضعيف لجهالة بعض رواته ولين بعضهم، ومع ذلك حسّنه ابن حجر! وقد اختُلف في معنى قوله: "أطول الناس أعناقًا" على أقوال ثمانية أوردها الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ١/ ٣٠٩، منها: قول النضر بن شُميل وأبي داود السجستاني أنَّ المعنى: أنَّ الناس يعطشون يوم القيامة، ومن عطش التوَتْ عنقُه، والمؤذنون لا يعطشون فأعناقهم قائمة. ومنها قول ابن حبان بأنَّ المراد بالطول أنَّ أعناقهم تتأمّل الثواب. =