وأخرجه أبو داود (٦٠٧) من طريق محمد بن صالح بن قيس الأزرق - ونسبه زيد بن حُباب مرةً تمّارًا - عن حُصين من ولد سعد بن معاذ - وهو حصين بن عبد الرحمن بن عمرو والد ابن الحُصين - عن أُسَيد بن حُضَير. هكذا رواه منقطعًا، ومحمد بن صالح الأزرق هذا ضعيف، فرواية محمد بن الحصين عن أبيه أَولى منها. وقال أبو داود بإثره: هذا الحديث ليس بمتصل. وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" ٧/ ٢٠٨ من طريق علي بن مُسهر، وابن المنذر في "الأوسط" (٢٠٣٦) من طريق حماد بن سلمة، والدارقطني (١٤٨٠) من طريق محمد بن إسحاق، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن كثير بن السائب، عن محمود بن لَبيد، قال: كان أسيد بن حُضَير قد اشتكى عِرْقَ النَّسا، وكان لنا إمامًا، وكان يخرج إلينا فيشير إلينا بيده أن اجلسوا فنجلس، فيصلي بنا جالسًا ونحن جلوس، هكذا ذكره موقوفًا، وهذا لفظ ابن إسحاق، وهو أتم الألفاظ ولفظ الآخرين مختصرٌ. وإسناده حسنٌ. وزاد البخاري في روايته ذكر عروة في إسناده. مع أنَّ ابن أبي حاتم ذكر في "العلل" (٤٦٤) أنَّ أصحاب هشام بن عروة يروونه عن هشام عن كثير بن السائب، ليس فيه عروة، وكذلك هي رواية حماد بن سلمة المذكورة، ورواية ابن إسحاق. وخالفهم سفيانُ بنُ عُيينة عند عبد الرزاق (٤٠٨٥) وابن سعد ٣/ ٥٦٠، فرواه عن هشام بن عروة، عن أبيه: أنَّ أُسيد بن حُضير اشتكي … فذكر نحوه. وأخرجه موقوفًا كذلك ابن سعد ٣/ ٥٦٠، وابن المنذر في "الأوسط" (٢٠٣٥)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ١٤/ ٣١٣ - ٣١٤، وابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ١٣٩، وابن عساكر ٩/ ٩٣ من طريق بُشَير بن يسار: أنَّ أُسَيد بن حُضَير كان يؤم قومه فاشتكى فصلَّى بهم قاعدًا، فصلُّوا وراءه قعودًا. هذا لفظ ابن سعد ولفظ الباقين بنحوه. وهو عند ابن أبي شيبة أيضًا ٢/ ٣٢٦ لكن بذكر عبد الله بن هُبيرة الحضرمي بدل بُشَير بن يسار. ورجاله ثقات، غير أنَّ بُشَيرًا وابن هُبيرة بيرة لم يُدركا أُسَيد بن حُضَير، ومع ذلك صحَّح إسنادَه الحافظان ابن رجب في "شرح البخاري" =