وأخرج رواية محمد بن إسحاق هذه: أبو نُعيم في "حلية الأولياء" ١/ ٣٥٠، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٧٦٢) من طريق عَبْدة بن سُليمان، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن جده أنس. وأخرج أحمد ٢١ / (١٣٦٧٠) وغيره من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت بن أسلم البُناني، عن أنس بن مالك: أنَّ البراء بن مالك كان يحدُو بالرجال، وأنجشة يحدُو بالنساء، وكان حَسَنَ الصوت، فحَدَا فأعنَقَتِ الإبِلُ، فقال رسول الله ﷺ: "يا أنجشة رويدًا سَوْقَكَ القَواريرَ"، وإسناده صحيح، فهذا هو المحفوظ في حديث أنس، أنَّ الذي أمره رسول الله ﷺ بأن يرفق بالقوارير - أي النساء - إنما هو أنجشة، وإنما أمره بذلك لأنَّ الإبل كانت تحمل هوادج النساء، فلما طَربت الإبلُ بصوت أنجشة أعنَقَتْ، أي: أسرعت وعَجِلت بالسير فخشي ﷺ على النساء حينئذ أن يسقُطن من على ظُهورها بسبب ذلك، وظهر بهذه الرواية علةُ أمره ﷺ بالرفق بالقوارير، لا كما فهمه محمد بن إسحاق من أنه ﷺ خشي أن يسمع النساء صوتَه. وهذه الرواية المحفوظة هي في "الصحيحين" أيضًا وغيرهما، لكن لم يقع فيهما ذكر البراء بن مالك.