للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوقف عليه عمرُ، فقال انصرِف، فلما انصرفَ قال له عمر: مَن أقرأكَ هذه الآية؟ قال: أَقرأنِيها أبيُّ بنُ كعب، فقال: انطلِقُوا بنا إليه، فانطلَقُوا إليه، فإذا هو مُتكئٌ على وسادةٍ يُرجِّل رأسَه، فسَلَّم عليه، فردَّ السلامَ، فقال: يا أبا المُنذِر، قال: لَبَّيكَ، قال: أخبَرَني هذا أنك أقرأتَه هذه الآيةَ، قال: صدقَ، تَلقَّيتُها من رسولِ الله قال عُمر: أَنتَ تَلقَّيتَها مِن رسول الله ؟ قال: نعم، أنا تلقَّيتُها مِن رسول الله ، ثلاثَ مرات، كلَّ ذلك يقولُه، ثم قال في الثالثة وهو غَضبانُ: نعم، والله لقد أنزلَها الله على جِبريلَ، وأنزلها جِبريلُ على محمدٍ، فلم يَستأمِرْ فيها الخَطاب ولا ابنَه، فخرج عمرُ وهو رافِعٌ يدَيه وهو يقول: الله أكبرُ، الله أكبرُ (١).


(١) حسنٌ، وهذا إسنادٌ رجاله لا بأس بهم، لكنه مرسل، فلم يدرك محمدُ بنُ إبراهيم التيمي ولا أبو سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف - عُمرَ بنَ الخطاب، والذي استشكله عمر بن الخطاب هو قراءة ﴿وَالَّذِينَ﴾ بالواو قبلها وبعطف الأنصار على المهاجرين، إذ كان عمر يقرأ: (والأنصار الذين) برفع الأنصار وحذف الواو قبل الموصول، ليكون الموصولُ صفةً للأنصار، وقد رُوي نحو هذه القصة وقراءة عمر هذه الآية من وجوه عنه مرسلة، وفي بعضها أنَّ زيد بن ثابت كان يقرؤها كأبي بن كعب، وأنَّ عمر رجع إلى قراءتهما.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" للحافظ ابن حجر (٣٦١٨) عن عبْدة بن سُليمان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وحده.
وأخرجه بنحوه ابن وهب في التفسير من "جامعه" ٢/ (١)، والطبري في "تفسيره" ١١/ ٨ من طريق محمد بن كعب القُرظي، مرسلًا. لكن ليس فيه قول أُبيٍّ لعمر في آخره، إنما جاء فيه بدلًا منه قولُ عمر: لقد كنتُ أظن أنا رُفعنا رفعةً لا يبلغُها أحدٌ بعدنا، فقال أبيٌّ: بلى، تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة: ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ إلى ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، وفي سورة الحشر: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾، وفي الأنفال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرجه بنحوه أيضًا ابن وهب في التفسير من "جامعه" ١/ (٦٠) عن ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، مرسلًا كذلك، لكن لفظ آخره: فقال له عمر: فما منعك أن تخبرني؟ فقال: فَرِقتُ منك، قال عمر: ذلك أجدرُ ألا تكون من شهداء الله.
وأخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص ٣٠١، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" =

<<  <  ج: ص:  >  >>