(١) خبر صحيح، رجاله لا بأس بهم، لكن المحفوظ في رواية أحمد بن عبد الجبار - وهو العُطاردي - أنه يروي هذه القصة عن يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كنا نسير مع عثمان بن عفان في طريق مكة إذ رأى عبد الرحمن بن عوف، فقال عثمان: ما يستطيع أحدٌ أن يعتد على هذا الشيخ فضلًا في الهجرتين جميعًا. يعني هجرته إلى الحبشة وهجرته إلى المدينة. كذلك رواه رضوان بن أحمد الصيدلاني عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردي عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٥/ ٢٥٣. وأما رواية المسور، فإنما تلقاها عنه حُميد بن عبد الرحمن بن عوف كذلك أخرجها ابن سعد ٣/ ١١٦، وأحمد في "فضائل الصحابة" (١٢٥١)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٣٥٦٥)، وابن عساكر ٣٥/ ٢٥٣ من طريق عبد الله بن جعفر المَخْرَمي، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن المسور وهذا إسناد صحيح. فهذا هو المحفوظ في رواية المسور، وقال في روايته: من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي الهجرة الآخرة فقد كذب؛ فزاد ذكر الهجرة الآخرة. وكأنَّ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف والمسور بن مخرمة كان كلاهما حاضرًا في ذلك الركب، وكلٌّ منهما سمع عثمان بن عفان يقوله، والله أعلم.