للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: أخبرني عن الناس، قال: نعم، والله ما هو إلّا إن لَقِينا القومَ فَمَنَحْناهم أكتافنا يَضعُون السلاح منا حيث شاؤوا، والله مع ذلك ما لُمتُ الناسَ لقينا رجالًا بيضًا على خَيل بُلْقٍ، والله ما تُبقى شيئًا، قال فرفعتُ طُنُبَ الحُجْرة، فقلت: تلك والله الملائكةُ، قال: فرفع أبو لَهَبٍ يده فضرب وجهي ضربةً مُنكَرةٌ، وثاوَرْته، وكنتُ رجلًا ضعيفًا، فاحتمَلَني فضرب بي الأرضَ، وبَرَك على صدري وضَرَبني، وتقومُ أمُّ الفضل إلى عَمُودٍ من عَمَد الحُجرة (١)، فأخذته وهي تقولُ: استضعَفْتَه أن غابَ عنه سيِّدهُ؟! وتضرِبُه بالعمود على رأسه فتَفْلِقُه (٢) شَجّةً مُنكرةٌ، وقام يَجُرٌ رِجليه ذليلًا، ورماه الله بالعَدَسة، فوالله ما مَكَث إلَّا سبعًا حتى مات، فلقد تركه ابناهُ في بيته ثلاثًا ما يَدفِنانه حتى أَنْتَنَ، وكانت قريشٌ تتقي هذه العدسة كما تتّقي الطاعون، حتى قال لهما رجلٌ من قريش: وَيحَكُما ألا تستحيانِ، إِنَّ أباكُما قد أَنْتَن في بيته لا تَدفِنانه، فقالا: إننا نخشى عدوى هذه القُرْحة، فقال: انطلقا فأنا أُعينُكُما عليه، فوالله ما غَسْلُوه إلَّا قَذفًا بالماء عليه من بعيد ما يَدْنُون منه، ثم احْتَمَلُوه إلى أعلى مكة، فأسنَدُوه إلى جدارٍ، ثم رَصَفُوا عليه الحجارة (٣).


(١) في (ز) و (ب) الخيمة، والمثبت من (ص) و (م) هو الموافق لرواية البيهقي في "الدلائل" عن الحاكم، وهو كذلك في سائر الروايات عن ابن إسحاق، كما في الرواية المتقدمة برقم (٥٤٩٠).
(٢) في (ز) و (ب) وتدخله، وفي (ص) و (م) فتدخله، والمثبت من "دلائل النبوة".
(٣) إسناده ضعيف كما تقدَّم بيانه برقم (٥٤٩٠) حيث تقدم الخبر هناك من طريق جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ١٤٥ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن مَنْدَه في "معرفة الصحابة" ٢/ ٨٥٥ عن محمد بن يعقوب، به.
وأخرجه ابن منده أيضًا، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٥٣ عن أحمد بن محمد بن زياد، عن أحمد بن عبد الجبار، به.
وقوله: رَصَفُوا عليه الحجارة، أي: جعلُوا عليه الحجارة بعضها فوق بعضٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>