وقد تقدَّمت قصة زينب وأبي العاص عند المصنف مفردةً عن قصة العباس برقم (٤٣٥٢) و (٥١٠٩) وستأتي كذلك مفردة برقم (٧٠١٢) بإسناد المصنف الذي هنا إلى عائشة. وأما قصة العباس لما أسر يوم بدر، فرواها ابن إسحاق بأسانيد عدة متصلة أحدها حسنٌ، وسائرها فيها مقالٌ، غير أنها وإن كانت كذلك يحصل بمجموعها للخبر قوةٌ، فيرتقي إلى درجة الصحيح إن شاء الله، على أنَّ بعض حروف قصة العباس المذكورة هنا مرويٌّ بإسناد صحيح كما سيأتي بيانه. وأخرجه البيهقي في "سننه الكبرى" ٦/ ٣٢٢ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ٦/ ٣٢٢، وفي "دلائل النبوة" ٣/ ١٤٢ - ١٤٣ عن أبي عبد الله الحاكم في روايته لكتاب "مغازي ابن إسحاق" - كما قال البيهقي - عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بُكَير، قال: ثم رجع ابن إسحاق إلى الإسناد الأول، فذكر بعثة قريش إلى رسول الله ﷺ في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قومٍ أسيرهم بما رضُوا، ثم ذكر قصة العباس هذه، وإنما أراد يونس بالإسناد الأول روايته عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رُومان عن عروة بن الزبير، قال: وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حَبّان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم من علمائنا، فبعضهم حدَّث بما لم يحدِّث به بعضٌ، وقد اجتمع حديثهم فيما ذكرتُ لك من يوم بدر، فذكر القصة، ثم جعل يُدخِل فيما بينها بغير هذا الإسناد، ثم يرجع إليه، والله أعلم. كذا قال البيهقيُّ، وخالفه ما جاء عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٦/ ٢٨٨ حيث أخرج قصة العباس مفردةً من طريق رضوان بن أحمد الصيدلاني، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق، قال: ثم رجع إلى الإسناد الأول، (قال ابن عساكر أو مَن دونه ممن روى ابن عساكر من طريقه مغازي ابن إسحاق برواية يونس بن بُكَير): يعني حديث الحسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس، عن عكرمة عن ابن عباس. فجعل هذا الإسناد المذكور هو إسناد قصة العباس، وليس الأسانيد التي ابتدأ بها ابن إسحاق قصة غزوة بدرٍ كما جزم به البيهقيُّ، =