ويؤيده أنَّ أحمد أخرج قصة العباس في "مسنده" ٥/ (٣٣١٠)، ومن طريقه ابن عساكر ٢٦/ ٢٨٨ عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، حدثني من سمع عكرمة، عن ابن عباسِ. وكأنَّ ابن إسحاق هنا أو مَن دونه طوى ذكر الحسين بن عَبد الله بن عُبيد الله لضعفه فدلَّسه. وأخرج قصة العباس مفردةً كذلك أبو نُعيم في "دلائل النبوة" (٤٠٩) من طريق محمد بن سَلَمة الحَرَّاني، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن مِقْسَم، عن ابن عباس. وإسناده ضعيف لإبهام الراوي. وأخرجها كذلك الطبري في "تفسيره" ١٠/ ٤٩، وفي "تاريخه" ٢/ ٤٦٥ - ٤٦٦، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٥٠٧ من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح باذام - ويقال باذان - مولى أم هانئ، عن ابن عباس. والكلبي متروك، وأبو صالح ضعيف. وتابع ابنَ إسحاق على روايته بهذا الإسناد محمدُ بنُ كثير العبدي عند ابن سعد ٤/ ١٣ لكنه جعله عن أبي صالح عن العباس نفسه! وأخرجها ابن سعد ٤/ ١٢ من طريق هارون بن أبي عيسى، وابن سعد أيضًا، وابن أبي خيثمة في السفر الثاني من "تاريخه" (٥٦٠) من طريق إبراهيم بن سعد، ويعقوب في "المعرفة" ١/ ٥٠٦، والطحاوي في "شرح المشكل" (٣٢٢٠) من طريق عبد الله بن إدريس، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق مرسلًا. وأخرجها كذلك الطبري في "تفسيره" ١٠/ ٤٩، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٥/ ١٧٣٧، والبيهقي في "الدلائل" ٣/ ١٤٣، وابن عساكر ٢٦/ ٢٩٣ من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. لكنه ذكر في هذه الرواية أنَّ الذي أُخذ من العباس يوم بدر أربعون أوقية، وأنَّ الله أبدله بها أربعين عبدًا. وعلي بن أبي طلحة، وإن لم يُدرك ابن عباس، فروايته عنه مقبولة عند كثير من العلماء، لأنها صحيفة معروفة في التفسير، وقال بعضهم: إنَّ علي بن أبي طلحة تلقى التفسير عن مجاهد وعكرمة، وكلاهما ثقة، فيتصل الإسناد. وأخرج آخره في سبب نزول الآية إسحاق بن راهويه في قسم مسند ابن عباس (٨٩٨)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٥٠٧، والطبري في "تفسيره" ١٠/ ٤٩، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٥/ ١٧٣٧، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (٢٨٧)، والطبراني في "الكبير" (١١٣٩٨)، وابن عساكر ٢٦/ ٢٩٣ من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، وبعضهم يقول: عن مجاهد عن ابن عباس، وأيًّا كان فكلاهما ثقة، والإسناد حسن. =