بقي أنَّ ما ذُكر هنا في رواية المصنف في "المستدرك"، ورواها عنه البيهقي في "سننه الكبرى" ٦/ ٣٢٢ من إجابته ﷺ لطلب العباس أن يحتسب له ما غَنِمَه منه المسلمون من فدية الأسر، مما انفرد به الحاكم في روايته في "المستدرك"، فهو شاذٌ، ويخالفه روايةُ البيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ١٤٣ عن الحاكم في روايته "المغازي ابن إسحاق"، وهي من رواية الحاكم أيضًا عن محمد بن يعقوب الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بُكَير، حيث جاء في روايته أن النبي ﷺ أبى أن يُجيب عمَّه العباس إلى طلبه ذاك، بل قال له: "لا، ذاك شيءٌ أعطاناهُ الله منك". وكذلك جاء في رواية ابن عساكر ٢٦/ ٢٨٨ من طريق رضوان بن أحمد الصيدلاني، عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردي، عن يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق. وكذلك جاء في سائر الروايات التي تقدم ذكرها عن ابن إسحاق، وعن غيره في قصة العباس هذه. (١) حسنٌ لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عَمرو بن أبي أُميَّة، فقد قال الدارقطني في "سننه" عند الحديث (١٠٩٢): ليس بقوي. ثم إنَّ المحفوظ في هذا الخبر أنه مرسلٌ ليس فيه ذكر ابن عباس، كذلك رواه غير واحدٍ عن ابن أبي الزِّناد - واسمه عبد الرحمن - وأغلب الظن أنَّ ذكر ابن عباس فيه هنا وهمٌ من ابن أبي أمية، والله أعلم. وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (٢٧٢٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٦/ ٣٣٥ من طريق داود بن عمرو الضبّي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن محمد بن عُقبة، عن أبي رشدين، عن كريب مولى ابن عباس: إن كان رسول الله ﷺ ليُجِلُّ العباس … مرسلًا. وأخرجه ابن عساكر ٢٦/ ٣٣٤ - ٣٣٥ من طريق بكار بن محمد بن جارست، عن ابن أبي الزناد، عن محمد بن عقبة، عن كريب مرسلًا. وكذلك أخرجه عبد الله بن أحمد في "فضائل الصحابة" (١٧٩٩)، وأبو القاسم البغوي في "معجم =