وأخرجه ابن الجوزي في "المسلسلات" الحديث الثالث والأربعون، من طريق أحمد بن يعقوب بن أحمد بن المهرجان العدل، عن محمد بن هارون بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عساكر كما في "تاريخ الخلفاء" للسيوطي ص ٢٥٩، وأبو طاهر السِّلَفي في "المشيخة البغدادية" (١٩)، ومحمد بن محمد المرتضى الزَّبيدي في "أماليه" (٢) من طريق أحمد بن الحسن المقرئ المعروف بدبُيس، عن محمد بن يحيى الكسائي وأحمد بن زهير وإسحاق بن إبراهيم بن إسحاق، عن علي بن الجهم، عن المتوكل عن المعتصم، عن المأمون، عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس بنحوه في ذكر الجُمَّة فقط، ودُبيسٌ المقرئ المذكورُ في هذا الإسناد قال عنه الدارقطني: ليس بثقة، وقال عنه الخطيب: منكر الحديث. ووصفه ﷺ بأنه كان ذا جُمَّة - أي: أنَّ شعره كان يضرب منكبيه - صحيح ثابت من حديث أنس بن مالك عند البخاري (٥٩٠٣)، ومسلم (٢٣٣٨): أنَّ النبي ﷺ كان يضربُ شعرُه منكبيه. وفي لفظٍ عند البخاري (٥٩٠٥): بين أذنيه وعاتقه، وفي لفظٍ عند مسلم: إلى أنصاف أُذُنيه. وصحَّ عن البراء بن عازب أيضًا عند مسلم (٢٣٣٧)، قال: ما رأيتُ من ذي لِمَّةٍ أحسن في حُلّة حمراء من رسول الله ﷺ، شعره يضرب منكبيه. وهو عند البخاري (٣٥٥١) لكن بلفظ: له شعر يبلغ شحمة أذنيه. وهذا الخلاف محمول على أنَّ معظم شعره ﷺ كان عند شحمة أُذُنه، وما استرسل منه متّصل إلى المنكِب. نقله الحافظُ ابن حجر في "الفتح" ١٠/ ٤١٧ عن الداوودي وابن التِّين.