للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاهِليَّتك؟ قلتُ: نعم، لقد رأيتني أقومُ عند الشمس، فلا أزالُ مُصلِّيًا حتى يُؤذِيَني حَرُّها، فأخِرُّ كأَنِّي خِفَاءٌ، فقال لي: فأينَ كنتَ تَوَجَّهُ؟ قلتُ: لا أدري إلَّا حيث وجَّهَني الله، حتى أدخَلَ الله عَلَيَّ الإسلام (١).


(١) إسناده صالح كما قال الذهبي في "تلخيصه"، فإنَّ أبا طرفة عبّاد بن الريّان صالح الحديث كما قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" ٣/ ٩٠٣، وكذلك عامر بن لدين الأشعري صالح الحديث، روى عنه جمع ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو ليلى الأشعري تابعيٌّ كبير، وبعضهم ذكره الصحابة. وقد روي نحو هذا الحديث من وجه آخر عن أبي ذرٍّ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٧٧٣)، وفي "الأوسط" (٦٠)، وفي "الأحاديث الطوال" (٥)، وعنه أبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (١٥٧٧)، وفي "حلية الأولياء" ١/ ١٥٧، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٦/ ٢٢٤ - ٢٢٥ من طريق أبي القاسم بن أبي العقب، ومن طريق أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان - وهو القرشي الدمشقي - ثلاثتهم (الطبراني وابن أبي العقب وابن مروان) عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (١٢١٣) عن أبي القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد، عن محمد بن عائذ، به مختصرًا بقوله عن زمزم: "أما إنه طعام طعم". قال الدُّولابي: مختصر من حديث إسلام أبي ذر الحديث الطويل.
وأخرجه بنحوه أحمد ٣٥/ (٢١٥٢٥) و (٢١٥٢٦)، ومسلم (٢٤٧٣)، وابن حبان (٧١٣٣) من طريق عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذرٍّ، عن عمه أبي ذرٍّ، غير أنه ذكر أنَّ الذي حكم بين أخيه أُنيس وبين الرجل الآخر وفضّل أنيسًا على ذلك الرجل هو كاهنٌ وليس الخنساء، ولم يسم ذلك الرجل الذي دافع أُنيسًا، بل أبهمه، خلافًا لما في رواية أبي ليلى الأشعري حيث ذكر أنه دريد بن الصِّمة. وقال ابن الصامت في روايته: "وُجِّهت لي أرضٌ ذات نخل ولا أُراها إلا يثرب" بدل قوله: "ولا أحسبها إلّا تهامة" وليس المعنى بعيدًا إذ المدينة من تِهامة.
ويشهد لهذا الحرف من الحديث حديث عائشة عند أحمد ٤٢/ (٢٥٦٢٦) والبخاري (٢٢٩٧)، بلفظ: "أُريتُ دار هجرتكم، رأيت سبخةً ذات نخل بين لابتين". وقد تقدم عند المصنف برقم (٤٣٠٨).
والسَّنَة: الجَدْبُ والقَحْطُ.
والهجمة: قريبٌ من المئة من الإبل.
وقِيْد حَجَر: أي قَدْر حَجَر، يعني مسافة قريبة جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>