للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العيون، ووَجِلَت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأنها موعظةُ مُودِّع، فما تَعهَدُ إلينا، فقال: "أُوصِيكُم بتقوى الله والسَّمع والطاعة، وإنْ عبدًا حَبَشيًّا، فإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلفاء الراشدين المَهديِّين، فتمسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذ، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأُمور، فإنَّ كل محدَثةٍ بدعةً، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ" (١).

ومنهم يحيى بن أبي المُطاع القرشي:

٣٣٧ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد التِّنِّيسي، حدثنا عمرو بن أبي سَلَمة التِّنِّيسي، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن يحيى بن أبي المُطاع قال: سمعتُ العِرباضَ بن ساريةَ السُّلَمي يقول: قامَ فينا رسول الله ذاتَ غَدَاةٍ فوَعَظَنا موعظةً وَجِلَت منها القلوب، وذَرَفَت منها الأعيُن، قال: فقلنا: يا رسول الله، قد وَعَظْتَنا موعظةَ مودِّع، فاعهَدْ إلينا، قال: "عليكم بتَقوَى الله"، أظنه قال: "والسَّمعِ والطاعة، وسيَرى مَن بعدي اختلافًا شديدًا - أو كثيرًا - فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاءِ المهديِّين، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذ، وإيَّاكم والمُحدَثاتِ، فإنَّ كلَّ بِدْعةٍ ضلالةٌ" (٢).


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، لمتابعة اثنين من التابعين بعضهما بعضًا، وحُجْر الكلاعي وإن كان مجهولًا لتفرد خالد بن معدان بالرواية عنه، إلّا أنه في رتبة من يصلح للاعتبار في المتابعات والشواهد، وعبد الرحمن سلف الكلام عليه.
وأخرجه أحمد ٢٨/ (١٧١٤٥)، وعنه أبو داود (٤٦٠٧)، وأخرجه ابن حبان (٥) من طريق علي بن المديني، كلاهما (أحمد وابن المديني) عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
(٢) حديث صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف أحمد بن عيسى التنيسي، لكن الحديث روي من غير طريق عن عبد الله بن العلاء بن زبر، فقد أخرجه ابن ماجه (٤٢) عن عبد الله بن أحمد بن بشير الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء به، والإسناد من هذا الوجه جيد إن صحَّ سماع يحيى بن أبي المطاع من العرباض بن سارية، فقد تُكلِّم فيه كما هو مبيَّن في تعليقنا على "سنن ابن ماجه".

<<  <  ج: ص:  >  >>