وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" ص ٢٢٦، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٨٦٠) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم، عن ضَمْرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سَلَمة قوله. وأخرج يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ٢/ ٤١٩، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٨٦١)، وابن عساكر ٢٦/ ٢٠٨ من طريقين عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الرحمن ابن يزيد الحِزامي، قال: شهدتُ جنازةً ببيت المقدس مع رجاء بن حَيْوة، فقال: يا أبا عمرو، هاهنا قبر أخيك عبادة بن الصامت. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص ٤٦٩: وقبره بها معروف إلى اليوم؛ يعني إلى عهد ابن عبد البر في القرن الخامس الهجري. وهو قول أبي مُسهر وابن مَنْدَه كما في "تاريخ دمشق" لابن عساكر ٢٦/ ١٨٤ و ٢٠٥، وقول الهيثم بن عدي كما سيأتي لاحقًا. قلنا: وقد جاء ما يخالف ذلك، وهو فيما أخرجه ابن سعد ٣/ ٥٦ عن محمد بن عمر الواقدي، وابن عساكر ٢٦/ ٢٠٥ من طريق أبي الحسن المدائني، كلاهما عن أبي جزرة يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، قال: مات عبادة بالرملة من أرض الشام! وبه جَزَم عمرو بنُ علي الفلَّاس كما في "مولد العلماء ووفياتهم" لابن زَبْرِ الرَّبَعي، ويحيى بنُ بُكَير كما سيأتي لاحقًا، وأبو عبيد القاسم بن سلّام كمال في "تاريخ دمشق" ٢٦/ ٢٠٦، وغيرهم، وكأنَّ هذا هو الأصح، لأنَّ راويه ابن عبادة بن الصامت، وهو أعلم بأبيه، والإسناد إليه صحيح، والله تعالى أعلم. ولا يعارضه سكنى عبادة ببيت المقدس كما يدلُّ عليه قول أبي سلام الأسود الآتي بعده، فالظاهر أنَّ عبادة كان يسكن بيت المقدس، ولكنه وافاه الأجلُ وهو في الرملة، والله أعلم. (١) رجاله ثقات غير أنَّ المحفوظ فيه ذكر عبد الله بن مُحيريز بين يحيى بن أبي عمر السَّيباني وبين أبي سَلَّام الأسود - واسمه مَمطُور - على أنه لا يُنكر إدراك السَّيباني لأبي سَلّام، بل قد روى عنه مباشرة غير خبرٍ، وأما هذا الخبر فيرويه السَّيباني بواسطة ابن مُحيريز. =