للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخبرنا أبو جعفر البغدادي - واللفظُ له - حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أبي، حدثنا ابن لَهِيعة، عن أبي الأسود، عن عُرْوة، قال: لَقِيَ رسولُ الله رجلًا من أهل البادية، وهو متوجِّه إلى بدرٍ، لقيَه بالرَّوحاء، فسأله القومُ عن خَبَر الناسِ، فلم يَجِدُوا عنده خبرًا، فقالوا له: سَلِّم على رسولِ الله ، فقال: فِيكُم رسولُ الله؟ قالوا: نعم، قال الأعرابيُّ: فإن كنتَ رسولَ الله، فأخبِرني ما في بَطْن ناقَتي هذه؟ فقال له سَلَمةُ بن سَلَامة بن وَقْش - وكان غلامًا حَدَثًا -: لا تسألْ رسولَ الله، أنا أُخبِرُك: نَزَوتَ عليها، ففي بَطنِها سَخْلَةٌ منك، فقال رسول الله : "فَحَشْتَ على الرَّجُل يا سَلَمةُ" ثم أعرض رسولُ الله عن الرجل، فلم يُكلِّمْه كلمةً حتى فَفَلُوا، واستقبلَهم المُسلمون بالرَّوحاء يُهنِّئونهم، فقال سَلَمةُ بن سَلَامة: يا رسول الله، ما الذي يُهنِّئونك؟ والله إنْ رأَينا [إلا] (١) عجائز صُلْعًا، كالبُدْن المُعقَّلة فنَحَرْناها، فقال رسولُ الله : "إنَّ لكلِّ قومٍ فِراسَةً، وإِنما يَعرِفُها الأشرافُ" (٢).


(١) هذه الزيادة من مصادر تخريج الخبر.
(٢) ضعيف لإرساله. ابن إسحاق: هو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة، وأبو عُلَاثة: هو محمد بن عمرو بن خالد الحَرّاني ثم المصري، وابن لَهِيعة: هو عبد الله، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عُروة بن الزبير.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ١٤٧ عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، بهذا الإسناد. لكنه لم يُسق لفظه.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة النبوية" ١/ ٦١٣ و ٦٤٣ عن زياد بن عبد الله البكائي، والطبري في "تاريخه" ٢/ ٤٥٩ من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، كلاهما عن محمد بن إسحاق، فأما زياد البكّائي فجعل قصة الأعرابي مع سلمة من قول ابن إسحاق غير مسندةٍ إلى عروة، وأسند قصة سلمة عند القُفول من بدر من رواية ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رُومان، دون ذكر عروة بن الزبير. وكذلك فعل سلمة بن الفضل، واقتصر عليها ولم يذكر في روايته قصة الأعرابي مع سلمة بن سلامة، فالظاهر أنَّ هذا القدر من الخبر هو الذي رواه ابن إسحاق عن عاصم بن عمر ويزيد بن رومان دون قصة الأعرابي، خلافًا لما يوهمه صنيع المصنف هنا، حيث عطف الإسنادين على بعضهما وجعلهما عن عروة بن الزبير كليهما وساق لفظ أحدهما، =

<<  <  ج: ص:  >  >>