للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبّاد بن بِشْر في ذلك شعرًا شَرَح في شِعْره قَتْلَهم ومَذْهَبَهم، فقال:

صَرَختُ به فلم يَعرِضْ لِصَوتي … ووافَى طالعًا مِن فوقِ خِدْرِ

فعُدْتُ له فقال: مَن المُنادي … فقلتُ: أخوك عَبَّادُ بن بِشْرِ

وهذِي (١) دِرعُنَا رَهْنًا فَخُذْهَا … لِشَهرٍ إِنْ وَفَى أو نصفِ شَهْرِ

فقال: معاشِرٌ سَغِبُوا وجاعُوا … وما عَدِمُوا الغِنى من غيرِ فَقرِ

فأقبَل مُحذِيًا يَهوي سريعًا … وقال لنا: لقد جئتُم لأمرِ

وفي أَيمانِنا بِيضٌ حِدَادٌ … مُجَرَّبةٌ بها نَكوِي ونَفْري

فقلتُ لصاحِبي لمّا تَدَانَى … نُبادِرُه السُّيوف كذَبْحِ عِتْرِ

وعانَقَهُ ابن مَسْلَمَةَ المُرادِي (٢) … يَصِيحُ عليه كاللَّيثِ الهِزَبْرِ

وشدَّ بسيفِهِ صَلْتًا عليهِ … فقَطَّرَه أبو عَبْسِ بنُ جَبْرِ

وكان اللهُ سادِسَنا وَليًّا … بأنعَمِ نِعْمَةٍ وأعَزِّ نَصرِ

وجاء برأسِهِ نَفَرٌ كِرامٌ … أتاهُمْ هُوْدُ من صِدْقٍ وبِرِّ (٣)


(١) في نسخنا الخطية: وهذا بالتذكير، والدِّرع تُذكَّر وتُؤنَّث، لكن الذي في سائر المصادر التي أوردت هذا الخبر بالتأنيث، وهذا موافق لحالة الفعل الذي بعد هذا في البيت، حيث هو مؤَنّث.
(٢) المرادي: اسم فاعل من رادَى يُرادي، ومعناه: المُدافِع والمُناضل وليس هو نسبة إلى بني مراد، فالرجلُ حارثي خَزْرجي.
(٣) إسناده محتمل للتحسين من أجل أبي عبس بن محمد بن أبي عبس، فهو - وإن لم يرو عنه غير ابنه - تابعي أدرك جده أبا عبس بن جَبْر، وروى عنه هذا الحديث وغيره، فالمراد بقوله في هذا الإسناد: عن جده، يعني الجد الأعلى، وليس الجدّ الأدنى محمد، كما توضحه رواية أبي نعيم في "معرفة الصحابة" (٦٩٣١) حيث عيَّنه بقوله: عن جده أبي عبس بن جَبْر.
وعبد الحميد هكذا سُمّي هنا، والصحيح في اسمه عبد المجيد كما في مصادر تخريج الخبر.
وأخرجه أبو العباس السّرّاج في "تاريخه" كما في "الإصابة" لابن حجر ٧/ ٤٠٩، وعنه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" ٥/ ٣٧٩ عن محمد بن يحيى الذهلي، عن محمد بن عباد، بهذا الإسناد.=

<<  <  ج: ص:  >  >>