للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبيه قال: كان حكيم بن حِزَام أعتَقَ مئةَ رَقَبة، وحَمَلَ على مئة بعيرٍ في الجاهلية، فلمّا أسلَم أَعتَقَ مئة رقبة، وحَمَلَ على مئة بعير، فقال لرسولِ الله : أرأيتَ شيئًا كنتُ أصنعه في الجاهلية أتحنَّتُ، به هل لي فيه من أجرٍ؟ فقال له رسول الله : "أَسلمتَ على ما سَلَفَ لك من أجرٍ" (١).

٦١٦٣ - حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب حَدَّثَنَا بَحْرُ بن نَصْر، حَدَّثَنَا عبد الله بن وَهْب، قال: أخبرني ابن أبي ذِئب، عن مُسلِم بن جُندُب، عن حَكِيم بن حِزَام، قال: سألتُ رسول الله ، فأعطاني، فألحَفْتُ عليه، فقال: "ما أنكَرَ مسألتَكَ يا حكيم، إنما هذا المالُ خَضِرةٌ حُلوة، وإنما هو [مع] ذلك أوساخُ أيدي الناس، وإنَّ يدَ الله فوق [يد] المُعطي، ويدَ المُعطي فوق يد السائل، ويدَ المُعطَى أسفلُ الأيدي" (٢).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.


(١) إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
قوله: "أتحنَّث به": أي: أتقرّب به إلى الله، يقال: فلان يتحنّث: أي: يفعل فعلًا يخرج به من الإثم والحرج. قاله ابن الأثير في "النهاية" (حنث).
(٢) إسناده صحيح. مسلم بن جندب روايته عن حكيم بن حزام محمولة على الاتصال كما رجَّح ابن خزيمة، حيث قال في "التوحيد" ١/ ١٥٦: مسلم بن جندب قد سمع من ابن عمر غير شيء، وقال: أمرني ابن عمر أن أشتري له بدنة، فلست أنكر أن يكون قد سمع من حكيم بن حزام.
ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب.
وأخرجه أحمد ٢٤/ (١٥٣٢١) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (٢١٦١).
قوله: فألحفتُ؛ أي: بالغت في المسألة.
"ما أنكر مسألتك" أي ما أقبحها، حيث جاوزت حدها.
"خضرة حلوة"؛ أي: مرغوب فيها من كل وجه، من جهة الذوق واللون.
"أوساخ أيدي الناس" أي: يخرج من الأيدي حالة الصرف، كما تخرج الأوساخ. ويحتمل أنه قاله لأنَّهُ كان مال الصدقة. شرحه السندي في حاشيته على "مسند أحمد".

<<  <  ج: ص:  >  >>