للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله ليلةً، فانطلقتُ إلى المسجد فصلَّى رسول الله العشاءَ الآخرةَ حتى لم يَبْقَ في المسجد أحدٌ غيرُه، قال: ثم مرَّ بي فقال: "مَن هذا؟ " فقلت: عبدُ الله، قال: "فمَه؟ " قلت: أمَرَني أبي أن أبيِتَ بكم الليلةَ، قال: "فالْحَقْ"، فلما دخل قال: "افرُشُوا لعبد الله" قال: فأُتِيتُ بوِسادةٍ من مُسُوح، قال: وتقدَّم إليَّ العبّاس أن لا تنامنَّ حتى تَحفَظَ صلاتَه، قال: فقَدِمَ رسولُ الله فنام حتى سمعتُ غَطِيطَه، قال: ثم استوى على فراشه فرفع رأسَه إلى السماء فقال: "سبحانَ الملِكِ القُدُّوس" ثلاثَ مرات، ثم تلا هذه الآيةَ من آخر سورة آل عمران حتى ختمها ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [آل عمران: ١٩٠]، ثم قام فبال، ثم استَنَّ بسِواكه ثم توضَّأ، ثم دخل مُصلَّاهُ فصلَّى ركعتين ليستا بقصيرتين ولا طويلتين، قال: فصلَّى ثم أوتَرَ، فلما قَضَى صلاتَه سمعتُه يقول: "اللهمَّ اجعَلْ في بصري نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعلْ في لساني نورًا، واجعل في قلبي نورًا، واجعل عن يميني نورًا، واجعلْ عن شِمالي نورًا، واجعلْ أَمامي نورًا، واجعلْ من خلفي نورًا، واجعلْ من فوقي نورًا، واجعلْ من أسفلَ مني نورًا، واجعلْ لي يوم أَلْقاكَ نورًا، وأَعظِمْ لي نورًا" (١).


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني (١٠٦٤٨) عن علي بن عبد العزيز البغوي، بهذا الإسناد. وقد جاء الطبراني بالرواية مفسَّرة، فذكر نوم النبي وقيامه للصلاة ثلاث مرات، في كل مرة يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم أوتر. فتمت له ست ركعات غير الوتر، ولم يذكر بكم أوتر.
ورواه شبابة بن سوّار عن يونس بن أبي إسحاق عند أبي يعلى (٢٥٤٥) والطحاوي في "معاني الآثار" ١/ ٢٨٦ - ٢٨٧، فذكر صلاته ست ركعات وإيتاره بثلاث فتمَّت له تسع ركعات.
وأخرجه كذلك أحمد ٥ / (٣٥٤١)، ومسلم (٧٦٣) (١٩١)، وأبو داود (٥٨) و (١٣٥٣) و (١٣٥٤)، والنسائي (٤٠٢) من طريق محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس، عن أبيه، عن جده. وقد روي حديث ابن عبّاس هذا في مبيته عند النبي وصلاته معه بالليل من غير وجه، ووقع في عدد صلاته اختلاف، فمنهم من قال: ثلاث عشرة ركعة، ومنهم من قال: إحدى عشرة ركعة، وانظر تحرير ذلك للحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٤/ ٩١ - ٩٣، وانتهى إلى أنَّ المحقَّق من =

<<  <  ج: ص:  >  >>