للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَنفِروا، ومتى ما يَنفِروا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يضربْ بعضُهم رِقابَ بعض، فقال: فحُبِسَ عني وتَرَكني، فظَلِلتُ بيومٍ لا يعلمُه إلَّا الله، ثم أَتاني رسولُه عند الظُّهر فقال: أَجِبْ أميرَ المؤمنين، قال: فأتيتُه، فقال لي: كيف قلتَ؟ قلتُ: ما أحبُّ ذاك يا أمير المؤمنين، إنهم متى ما يقرؤُوا يَنفروا، ومتى ما يَنفِرُوا اختلفوا، ومتى ما يَختلِفوا يضربْ بعضُهم رقابَ بعض، فقال عمر: إن كنتُ لأكاتمُها الناسَ (١).

٦٤٣٦ - حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب عَوْدًا على بَدْءٍ، حِفظًا ومن الكِتاب، حدثنا أحمد بن شَيْبان الرَّملي، حدثنا عبد الله بن ميمون القَدَّاح، عن شِهاب بن خِرَاش، عن عبد الملك بن عُمير، عن ابن عبّاس قال: أُهدِيَ إلى النبي بغلةٌ، أهداها له كِسْرى فرَكِبَها بحَبْلٍ من شَعر، ثم أردَفَني خلفَه، ثم سار بي مَلِيًّا ثم التَفَت فقال: "يا غلامُ" قلت: لبَّيْكَ يا رسولَ الله، قال: "احفَظ الله يَحفَظْك، احفَظِ الله تَجِده أمامَك، تَعرَّف إلى الله في الرَّخاءِ يَعرِفْك في الشِّدّة، وإذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستَعِنْ بالله، قد مضى القلمُ بما هو كائنٌ، فلو جَهَدَ الناسُ أن يَنفَعوك بما لم يَقضِهِ اللهُ لك، لم يَقدِروا عليه، ولو جَهَدَ الناسُ أن يَضرُّوك بما لم يَكتبْه اللهُ عليك، لم يَقدِروا عليه، فإن استطعت أن تعملَ بالصَّبر مع اليقين فافعَلْ، فإن لم تستطعْ فاصبِرْ، فإنَّ في الصبر على ما تَكرهُه خيرًا كثيرًا، واعلمْ أنَّ مع الصبر النَّصْرَ، واعلمْ أنَّ مع الكَرْب الفَرَجَ، واعلم أنَّ مع العُسر اليُسر" (٢).


(١) أصل الخبر صحيح كما في سابقه، وهذا إسناد منقطع، فإِنَّ عبد الله بن عبيد لم يدرك عمر، ولعله حمله عن ابن عبّاس، فقد أدركه وروى عنه. وسكين ليس بذاك المعروف.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا من أجل عبد الله بن ميمون القداح، فإنه متروك ذاهب الحديث، وبه أعلَّه الذهبي في "تلخيصه" ثم قال: وعبد الملك لم يسمع من ابن عبّاس فيما أرى.
وأخرجه الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٣٢ - ١٣٣ من طريق أبي العبّاس محمد بن يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (٨٥)، وأبو الحسن الخِلعي في "الخلعيات" (٢٢١)، وابن منده =

<<  <  ج: ص:  >  >>