للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديثٌ كبيرٌ عالٍ من حديث عبد الملك بن عُمير عن ابن عبّاس ، إلَّا أنَّ الشيخين لم يُخرجا شِهابَ بنَ خِرَاش ولا القَدّاحَ في "الصحيحين"، وقد رُوِيَ الحديثُ بأسانيد عن ابن عبّاس غيرِ هذا (١).

٦٤٣٧ - حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مُعلَّى (٢) بن مَهديّ، حدثنا أبو شِهاب أخبرنا عيسى بن محمد القُرشي، عن ابن أبي مُلَيكة، عن ابن عبّاس قال: قال لي رسول الله : "احفظِ اللهَ يَحفَظْك، احفظِ الله تَجِدْه أمامك، تعرَّفْ إلى الله في الرَّخاء يَعرِفْك في الشِّدة، واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأَكَ لم يكن ليُصيبَك، واعلم أنَّ الخلائقَ لو اجتمعوا أن يُعطوك شيئًا لم يُرِدِ الله أن يُعطيَك، لم يَقدِروا عليه، ولو اجتمعوا أن يَصرِفوا عنك شيئًا أراد اللهُ أن يُصيبَك به، لم يَقدِروا على ذلك، فإذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستَعِنْ بالله، واعلم أنَّ النصرَ مع الصَّبْر، وأنَّ الفَرَجَ مع الكَرْب، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا، واعلم أن القلم قد جَرَى بما هو كائن" (٣).


= في "أسامي أرداف النبي " ص ٢٤، والشجري في "أماليه" ٢/ ١٨٩ من طريقين عن أحمد ابن شيبان الرملي، به.
قال الحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخُبر" ١/ ٣٢٩ بعدما خرَّجه من طريق الخلعي: هذا حديث غريب من هذه الطريق، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من هذا الوجه وقال: تفرَّد به شِهاب بن خراش عن عبد الملك بن عمير، ولم يروه عنه إلّا عبد الله بن ميمون.
قلنا: والحديث قوي بمجموع طرقه، فقد روي عن ابن عبّاس من وجوه منها: ما أخرجه أحمد ٥/ (٢٨٠٣)، والترمذي (٢٥١٦) من طريق قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عبّاس. وعند أحمد في آخره -وليس عند الترمذي-: "واعلم أنَّ في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأنَّ النصر مع الصبر، وأنَّ الفرج مع الكرب، وأنَّ مع العسر يسرًا". وإسناده حسن من أجل قيس بن الحجاج، وهو أصح شيء في طرق هذا الحديث.
(١) انظر تخريجها مفصّلًا في كتاب "أنيس الساري" للشيخ نبيل البصارة ١/ ٣٦١ - ٣٦٦.
(٢) تحرَّف في النسخ الخطية إلى: يعلى.
(٣) حديث قوي بمجموع طرقه كما ذكرنا في الحديث السابق، وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>