للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزيد بن معاوية كتب إلى عبد الله بن الزُّبير: إني قد بعثتُ إليك بسلسلةٍ من فضَّة، وقيدٍ من ذهب، وجامعةٍ من فضة، وحَلَفْتُ لَتأتيَنِّي في ذلك، قال: فأَلقى الكتابَ وقال:

ولا أَلِينُ لغيرِ الحقِّ أَنمَلةً … حتى يَلينَ لضِرسِ الماضغِ الحَجَرُ (١)

٦٤٧٤ - أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة حرسها الله تعالى، حدثنا علي بن المبارَك الصَّنعاني [حدثنا زيد بن المبارك] (٢) حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّمَاري، حدثنا القاسم بن مَعْن، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: لما مات معاويةُ تَثاقَلَ عبد الله بن الزُّبير عن طاعةِ يزيد بن معاوية، وأَظهَرَ شَتْمَه، فبلغ ذلك يزيد، فأقسَمَ لا يُؤتى به إلَّا مغلولًا، ولا أُرسِلُ إليه، فقيل لا بن الزُّبير: ألا نَصنعُ لك أغلالًا من فضة تَلْبَسُ عليها الثوب وتَبَرُّ قَسَمَه؟ فالصلحُ، أجملُ، فقال: لا أَبَرَّ الله قسمَه، ثم قال:

ولا أَلِينُ لغير الحقِّ أَنمَلةً … حتى يَلينَ لضِرسِ الماضعِ الحَجَرُ

ثم قال: والله لَضربةٌ بسيفٍ في عزٍّ، أحبُّ إليَّ من ضربةٍ بسوطٍ في ذُلّ.

ثم دعا إلى نفسه وأظهَرَ الخلافَ ليزيد بن معاوية، فوجَّه إليه يزيدُ بن معاوية مسلمَ بن عُقْبة المُرِّي (٣) في جيش أهل الشام، وأمَرَه بقتال أهل المدينة، فإذا فَرَغَ من ذلك سارَ إلى مكة. قال: فدخل مسلم بن عُقْبة المدينةَ، وهرب منه يومئذٍ بقايا أصحاب رسول الله ، وعَبَثَ فيها وأسرَفَ في القتل، ثم خرج منها، فلما كان في


= هو مولّى لقريش، بصري نزل دمشق، وهو ثقة من أصحاب هشام بن عروة.
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٥٨٥) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٣٣١ - وابن عساكر ٢٨/ ٢٠٩ من طرق عن شعيب بن إسحاق بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
(٢) سقط من نسخنا الخطية واستدركناه من مصادر التخريج.
(٣) تحرَّف في النسخ الخطية إلى: المزني، وإنما هو المرِّي، فإنه من بني مُرَّة بن عوف بن سعد ابن ذبيان انظر "تاريخ دمشق" ٥٨/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>