للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعض الطريق إلى مكة مات، واستَخلَفَ حُصَين بن نُمير الكِنْدي وقال له: يا بَرذَعَةَ الحمارِ، احذَرْ خدائعَ قُريش، ولا تُعامِلْهم إلَّا بالنِّقَاف (١)، ثم القِطَاف، فمضى حُصينٌ حتى وَرَدَ مكة، فقاتل بها ابنَ الزُّبير أيامًا (٢).

٦٤٧٥ - فحدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الجَهْم، حدثنا الحسين ابن الفَرَج، حدثنا محمد بن عمر، حدثني مَسلَمةُ بن عبد الله بن عُرْوة بن الزُّبير قال: سمعتُ أَبي يقول: أَرسلَ ابنُ الزُّبير إلى الحُصَين بن نُمير يدعوه إلى البراز، فقال الحُصين: لا يَمنعُني من لقائك جُبْنٌ، ولستُ أدري لمن يكون الظَّفَرُ، فإن كان لك كنتُ قد ضيَّعتَ مَن ورائي، وإن كان لي كنتُ قد أخطأتُ التدبير، وإن ظَفِرتُ (٣).

٦٤٧٤ م - رَجَعْنا إلى باقي الحديث (٤): وضَرَبَ ابنُ الزُّبير فسطاطًا في المسجد، فكان فيه نساءٌ يَسقِينَ الجرحى ويُداوينَهم ويُطعِمنَ الجائع، ويَكمُنُ إليهنَّ المجروحُ، فقال حُصَين: ما يزالُ يخرج علينا من ذلك الفُسطاطِ أسدٌ كأنما يخرج من عَرينِه،


(١) النِّقاف: الضرب بالسيوف على الرؤوس.
(٢) إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ومن دونه من الصنعايين، لكن في بعض ألفاظه نكارة كحزِّ رأس ابن الزبير في آخره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٤٨١٣)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٣٣١ - ٣٣٢، و"معرفة الصحابة" (٤١٤٤)، وابن عساكر ٢٨/ ٢٢٩ عن علي بن المبارك الصنعاني، عن زيد ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٦٥٢) وما بعده من طريق مهدي بن أبي مهدي، عن عبد الملك الذماري، به.
وستأتي تتمة الخبر بعد الذي يليه.
(٣) في نسخنا الخطية: وإن طفت. وهي غير مفهومة، وكتب فوقها في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان: ظفرت، وهو أوجه، فأثبتناها.
ومحمد بن عمر: هو الواقدي، وشيخه مسلمة ذكره ابن حبان في "الثقات" ٧/ ٤٨٩، ولا يعرف حاله، وأبوه ثقة معروف.
(٤) يعني حديث القاسم بن معن السابق، عن هشام بن عروة عن أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>