للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأيته أخذ بيد المُقعَد فأقامه الله على يديه لا خير في هؤلاء ولا في دينهم؟!

فانصرفتُ وفي نفسي ما شاء الله، فأنزل الله ﷿ على النبيِّ ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ إلى آخر الآية [المائدة: ٨٢]، فقال رسول الله : "عليَّ بسلمان"، فأتى الرسول وأنا خائفٌ، فجئتُ حتى قعدتُ بين يديه، فقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ -إلى آخر الآية- يا سلمانُ، إنَّ أولئك الذين كنتَ معهم وصاحِبَك لم يكونوا نصارى، إنما كانوا مُسلِمين" فقلتُ: يا رسول الله، والذي بَعَثَك بالحقِّ، لَهُوَ الذي أمرني باتّباعك، فقلت له: وإن أمَرني بترك دينِك وما أنت عليه؟ قال: فاترُكْه، فإنَّ الحقَّ وما يحبُّ [اللهُ] فيما يأمرُك به (١).


(١) إسناده ضعيف، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي- ضعيف، وسماك بن حرب لم يدرك زيد بن صوحان وبذلك أعله الذهبي في "السيرة النبوية" ١/ ٩٣، فقال: منقطع، فإنه لم يدرك زيد بن صوحان وعلي بن عاصم ضعيف كثير الوهم. وكذا أعلّه في "التلخيص"، بينما قال في "سير النبلاء" ١/ ٥٣٢: حديث جيد الإسناد حكم الحاكم بصحته!
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ٣/ ٥٢٠: وفي هذا السياق غرابة كثيرة، وفيه بعضُ المخالفة لسياق محمد بن إسحاق، وطريقُ محمد بن إسحاق أقوى إسنادًا، وأحسن اقتصاصًا، وأقربُ إلى ما رواه البخاري في "صحيحه" (٣٩٤٦) من حديث معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النَّهدي عن سلمان الفارسي: أنه تداوله بضعةَ عشرَ من ربٍّ إلى ربٍّ. أي: من معلِّم إلى معلِّم، ومربٍّ إلى مثله، والله أعلم. قلنا: رواية ابن إسحاق التي ذكرها ابنُ كثير أخرجها أحمد في "المسند" ٣٩ / (٢٣٧٣٧) وسلفت عند المصنف برقم (٢٢١٤) لكن لم يسق كامل لفظها، ورواية البخاري مختصرة بذكر ما أورده ابن كثير. وانظر ما سلف عند المصنف برقم (٢٨٩٨).
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٣٢٢، وفي "دلائل النبوة" ٢/ ٨٢ - ٩٢ - ومن طريقه ابن عساكر ٢١/ ٣٩٥ - ٤٠٢ - عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العبّاس محمد بن يعقوب، عن يحيى بن أبي طالب، بهذا الإسناد. ورواية "السنن" مختصرة بذكر أمره لأبي بكر بشراء سلمان. وقال عقبه فيه عن قصة شراء أبي بكر لسلمان: هذا يخالف الروايات قبله. يعني يخالف =

<<  <  ج: ص:  >  >>