للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليها قال ابن عَبَّاس: إنَّما سُمِّيتِ أُمّ المؤمنين لِتسعَدي، وإنه لاسمُك قبل أن تُولدي، إنَّكِ كنتِ من أحبِّ أزواج النَّبِيِّ إليه، ولم يكن رسولُ الله يحبُّ إلَّا طيّبًا، وما بينَكِ وبينَ أن تَلقَي الأحبةَ إلَّا أن تُفارقَ (١) الروحُ الجسدَ، ولقد سقطَتْ قِلادتُك ليلةَ الأبواء، فجعل الله للمسلمين خِيْرةً في ذلك، فأنزل الله آيةَ التيمُّم، ونزلت فيكِ آياتٌ من القرآن، فليس مسجدٌ من مساجِد المسلمين إِلَّا يُتلى فيه عُذرُكِ آناءَ الليل وآناءَ النهار. فقالت: دَعْني من تزكيتِك لي يا ابنَ عبّاس، فوَدِدتُ أَنِّي كنتُ نَسيًا منسيًّا (٢).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.


(١) في النسخ الخطية: تفارقي!
(٢) خبر صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الله بن عثمان بن خثيم، وباقي رجاله ثقات، لكن ابن أبي مليكة - وهو عبد الله بن عبيد الله - لم يشهد هذه الحادثة، بل أخبره بها ذكوانُ مولى عائشة كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه أحمد (٣/ ١٩٠٥) من طريق معمر، وابن حبان (٧١٠٨) من طريق يحيى بن سليم، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (٤/ ٢٤٩٦) من طريق زائدة بن قدامة، وأحمد (٥/ ٣٢٦٢) من طريق معمر، وأبو يعلى (٢٦٤٨) من طريق بشر بن المفضل، ثلاثتهم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الله بن أبي مليكة، أنه حدَّثه ذكوانُ حاجبُ عائشة: أنه جاء عبدُ الله بن عبّاس يستأذن على عائشة … فذكره.
وأخرجه البخاري (٤٧٥٣) من طريق عمر بن سعيد بن أبي الحسين، عن ابن أبي مليكة، قال: استأذن ابن عبّاس قبل موتها على عائشة … فذكر نحوه.
وأخرجه مختصرًا البخاري (٣٧٧١) و (٤٧٥٤) من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة.
وأخرج أحمد ٣/ (١٩٠٦) و ٤/ (٢٤٩٧) عن سفيان بن عيينة، عن ليث بن أبي سليم، عن رجل، عن ابن عبّاس، أنه قال لها: إنما سميت أم المؤمنين لتسعدي، وإنه لاسمك قبل أن تولدي. وهذا الرجل المبهم سمَّاه زهيرُ بن معاوية عند ابن سعد في "الطبقات" ١٠/ ٧٤، وزائدةُ ابن قدامة عند الخطيب في "موضح الأوهام" ١/ ٤٦٢ في روايتيهما عن ليث: عبدَ الرحمن بن سابط، وهو ثقة. وليث حسن في المتابعات والشواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>