(٢) إسناده إلى الزهري جيد على وهم في بعض ألفاظه كما سيأتي. وأخرجه بنحوه البيهقي ٧/ ٧٠ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد ضمن خبر طويل. وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٩/ ١٤١ من طريق يونس عن ابن إسحاق قال: وكانت أمُّ حبيبة خرجت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة فمات بها وقد كان دخل في النصرانية وترك الإسلام فمات بها مشركًا. وقوله: "فزوجها إياه عثمان بن عفان" وهمٌ؛ قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٣/ ٥٠: واشتهر في السِّيَر: أنه ﷺ بعث عمرو بن أمية إلى النجاشي فزوجه أم حبيبة، وهو محتمل أن يكون هو الوكيل في القبول أو النجاشيّ، وظاهر ما في أبي داود (٢١٠٧) و (٢١٠٨) والنسائي (٥٤٨٦) أنَّ النجاشي عقد عليها عن النَّبِيّ ﷺ، وولي النكاحَ خالدُ بن سعيد بن العاص كما في المغازيّ، وقيل: عثمان بن عفان، وهو وهم. وأخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٧٤٠٧)، والبيهقي ٧/ ١٣٩، وابن عساكر ٦٩/ ١٤١ و ١٤٢ من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر قال: كانت أمُّ حبيبة بالحبشة مع زوجها فمات زوجها مرتدًا، فزوّج النجاشيُّ رسولَ الله ﷺ على أربع مئة دينار ونَقَدَ الدنانير عنه، ودفعها إليه، وكان الذي ولي عقدة النكاح خالد بن سعيد بن العاص، وكان أقرب مَن هنالك منها، ثم بعث بها إلى رسول الله ﷺ مع أبي عامر الأشعريّ، وكان شيخَ مَن هناك مِن المهاجرين. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" ١٠/ ٩٦ عن الواقديّ، عن محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قالا: كان الذي زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، وذلك سنة سبع من الهجرة، وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة. قوله في هذه الرواية: "ساق عنه أربعين أوقية" وهمٌ أيضًا، فمقدارها يساوي ١٦٠٠ درهم، والمحفوظ كما في الحديث السالف برقم (٢٨٠٠) من طريق الزهري نفسه عن عروة عن أمّ حبيبة: أنه أَمهرَها عن النَّبِيّ ﷺ أربعةَ آلافٍ. وسيأتي في الروايتين (٦٩٢٦) و (٦٩٢٧): أنه أمهرها أربعَ مئة دينار، وهي تساوي تقريبًا أربعة آلاف درهم.