فرواه عنه علي بن عبد الله بن راشد عند البخاري في "التاريخ" ١/ ٤١٨، قال: حدثني أيوب بن أبي صفوان مولى عبد الله بن الحارث: أنَّ ابن عباس كان لا يُصلّي الضحى. قال البخاري: لم يذكر في أوله عبد الله بن الحارث، وقال في آخره: قال عبد الله: فصلاهن بعد ابن عباس. ورواه سفيان بن عيينة عند الحميدي (٣٣٥)، والبخاري في "التاريخ" ١/ ٤١٨، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عبد الله بن الحارث، به. ليس فيه أيوب بن صفوان. وأخرجه الطبري ٢٣/ ١٣٧ من طريق مسعر بن كدام، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن موسى بن أبي كثير، عن ابن عبّاس: أنه بلغه أنَّ أم هانئ ذكرت أنَّ رسول الله ﷺ يوم فتح مكة صلَّى الضحى ثمان ركعات، فقال ابن عباس: قد ظننت أنَّ لهذه الساعة صلاة، يقول الله: ﴿يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ﴾. وأخرج إسحاق بن راهويه في "مسنده" (٢١١٦) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: سألت عن صلاة الضحى في إمارة عثمان وأصحاب رسول الله ﷺ متوافرون، فلم أجد أحدًا يخبرني إلَّا أم هانئ بنت أبي طالب، فإنها أخبرتني أنَّ رسول الله صلى الله عليه دخل عليها فصلَّى ثمان ركعات. قال: وقال ابن عباس: كنت أتي على هذه الآية: ﴿يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ﴾، فأقول: أي شيء الإشراق؟ فهذه صلاة الإشراق. ويزيد بن أبي زياد حسن في المتابعات والشواهد، ولا سيما أن عبد الله الحارث مولاه. وهو عند أحمد ٤٤/ (٢٦٩٠١) و ٤٥/ (٢٧٣٩١)، وابن ماجه (١٣٧٩) من هذا الطريق، لكن ليس فيه قصة ابن عباس. وأخرج الطبراني في "الكبير" ٢٤/ (٩٨٦)، وفي "الأوسط" (٤٢٤٦) من طريق حجاج بن نصير، عن أبي بكر الهذلي - واسمه سلمى - عن عطاء، عن ابن عبّاس، قال: كنت أمر بهذه الآية فما أدري ما هي؟ قوله: ﴿بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ﴾ حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب: أنَّ رسول الله ﷺ دخل عليها، فدعا بوضوء في جفنة، فكأني أنظر إلى أثر العجين فيها، فتوضأ، ثم قام فصلى الضحى، فقال: "يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق". فجعل الاستشهاد بالآية مرفوعًا إلى النَّبيّ ﷺ. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس إلَّا أبو بكر الهذلي، تفرد به حجاج بن نصير، قلنا: وإسناده ضعيف جدًّا، حجاج ضعيف، وشيخه أبو بكر الهذلي متروك. وأخرج أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (٣٦٩٤) - ومن طريقه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (١٣٠) - عن أبي أحمد الزبيري، عن حنظلة بن عبد الحميد، عن الضحاك بن قيس، عن ابن عبّاس قال: لقد أتى علينا زمان ما ندري ما وجهُ هذه الآية: ﴿يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ﴾ حتى رأينا الناس يصلون الضحى. وحنظلة بن عبد الحميد - ويقال:=