قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١١/ ١٣ عن حديث أبي جُمعة: لم تَتَّفِق الرُّواة على لفظه، فقد رواه بعضُهم بلفظ الخيريَّة كما تقدَّم، ورواه بعضهم بلفظ: قلنا: يا رسولَ الله، هل من قوم أعظَمُ منّا أجرًا؟ الحديث، أخرجه الطبراني (٣٥٤٠)، وإسناد هذه الرِّواية أقوى من إسناد الرِّواية المتقدمة، يعني رواية: أحدٌ خيرٌ منا؟ قلنا: وهذا لعدة أمور: أولها: أنها من طريق معاوية بن صالح الحضرمي، وهو ممّن عرف برواية الحديث أكثر من أسيد بن عبد الرحمن، وهو ثقة احتجَّ به مسلم، ولا يضره أنه من رواية عبد الله بن صالح عنه، فقد قال الحافظ ابن حجر في "هُدى الساري": إنَّ ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه. وثانيها: أنَّ روايته هذه توافق حديثَ أبي ثعلبة الخشني الآتي عند المصنف برقم (٨١١٠): "للعامل فيهنَّ أجرُ خمسين يعملُ مثلَ عملِه"، وزيادةُ الأجر لا يقتضي الأفضلية، كما يدلُّ عليه حديثُ أبي سعيد الخدري عند البخاري (٣٦٧٣) ومسلم (٢٥٤١): "لا تسبُّوا أصحابي، فإنَّ أحدكم لو أنفقَ مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه". والأمر الثالث: أنَّ كلَّ من أسلم بعد الصحابة إنما هو في ميزانهم، لأنهم هم من فتح البلدان ونشر الإسلام، فلا يُدرك المتأخرُ أجرَهم. وأخرجه أحمد (٢٨/ (١٦٩٧٧)، والدارمي (٢٧٨٦)، والطحاوي في "شرح المشكل" (٢٤٥٩)، والطبراني (٣٥٣٨)، وأبو نعيم في "الحلية"٥/ ١٤٨ - ١٤٩، وفي "معرفة الصحابة" (٢١٧٠)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (٢٥٥)، وابن عساكر ٩/ ٩٩ - ١٠٠، وابن حجر في "الأمالي=