للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبلِغْ بهذا فاطمةَ، فإنها لم تُصِبْ مثلَ هذا منذ أيام"، فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشَبِعُوا، قال النبي : "خبزٌ ولحمٌ وتمرٌ وبُسْرٌ ورُطَب! "، ودَمَعَت عيناه، وقال: "والذي نفس محمد بيده، إنَّ هذا لَهُو الذي تُسألون عنه يوم القيامة، قال الله ﷿: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] فهذا النَّعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة"، فكبُرَ ذلك على أصحابه، فقال: "بلى، إذا أصبتُم مثلَ هذا فضربتُم بأيديكم، فقولوا: باسم الله وبركة الله، فإذا شبعتُم، فقولوا: الحمدُ الله الذي هو أشبَعَنا وأَرْوانا وأنعمَ علينا وأفضلَ، فإنَّ هذا كَفَافُ هذا" (١)، وذكر حديث الوليدةِ باسم أبي أيوب، والمعاني قريبة.

وقد رُوي هذا الحديث عن عبد الله بن عمر عن النبي :

٧٣٥٨ - أخبرَناه أبو قُتيبة سَلْم بن الفضل الأَدَمي بمكة، حدثنا أبو مسلم، حدثنا بكّار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سِيرِين، حدثنا عبد الله بن عمر العُمَري، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ رسول الله خرج في ساعةٍ لم يكن يخرُجُ فيها، وخرجَ أبو بكر، فقال: "ما أخرجَكَ يا أبا بكر؟ " قال: أخرَجَني الجوعُ، قال: "وأنا أخرَجَني الذي أخرَجَكَ ثم جاء عمرُ فقال: "ما أخرجَكَ؟ " قال: الجوعُ، ثم جاء بعد ذلك عدةٌ من أصحابِه، فقال لهم: "انطلِقُوا بنا إلى منزل أبي


(١) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن كيسان، وقد أخطأ في تسمية المأتي إليه، فجعله أبا أيوب، والصواب أنه أبو الهيثم بن التيِّهان، كما سلف بيانه عند الحديث (٧٢٦١)، وهناك ذكرنا من أخرجه.
وقول المصنف: وذكر حديث الوليدة باسم أبي أيوب، يقصد بها الجارية التي أهداها له النبي كما وقع في رواية الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان عند ابن حبان (٥٢١٦) وغيره، وقد سبقت روايته مختصرة عند المصنف برقم (٧٢٦١).
قوله: "من حاقّ الجوع" أي: صادقه وشدّته، ويروى بالتخفيف من حاقَ به يحيقُ حَيقًا وحاقًا: إذا أحدقَ به، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، وهو مع التشديد: اسم فاعل من: حقَّ يحقُّ، انظر "النهاية" (حقق).

<<  <  ج: ص:  >  >>