للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سفيان بن سعيد وإن كان أحفظَ من الدَّراوَردي وهشام بن سعد، فإنه لم يذكر سماعَه في هذا الحديث من ابن البَيلَماني ولا زيدِ بن أسلم، إنما ذكره إجازةً ومكاتبةً، فالقولُ فيه قولُ من قال: عن زيد بن أسلم عن ابن البيلماني عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ ، وقد شَفَى عبدُ الله بن نافع المدني فبيَّن في روايته عن هشام بن سعد أنَّ الصحابيَّ عبدُ الله بن عمرو بن العاص .

وبصحَّة ذلك:

٧٨٥٧ - حدثنا أبو جعفر أحمد بن عُبيد بن إبراهيم الأَسدي الحافظ بهَمَذان، حَدَّثَنَا عُمير بن مِرْداس، حَدَّثَنَا عبد الله بن نافع حَدَّثَنَا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البَيْلماني، قال: سمعتُ عبد الله بن عمرو يقول: قال رسولُ الله : "مَن تابَ قبلَ موتِه بعامٍ تِيبَ عليه"، حتَّى قال: "بشَهر"، حتَّى قال: "بجُمعة" حتَّى قال: "بيوم"، حتَّى قال: "بساعة"، حتَّى قال: "بفُوَاق".

فقلتُ: سبحان الله، أوَلم يَقُلِ اللهُ ﷿: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ﴾ [النساء: ١٨]؟ فقال عبدُ الله:


= بالكذب، ومؤمَّل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وعبد الرحمن بن البيلماني سبق الكلام عليه في الحديثين السابقين، هذا وقد خطأ في إسناد هذا الحديث من أحد الضعفاء حيث جعل المكاتَبَ هو عبدَ الرحمن بن البيلماني، والصواب أنَّ الذي كاتبه سفيانُ الثَّوري هو محمد بن عبد الرحمن البيلماني كما جاء في مصادر التخريج وكما نصَّ عليه ابن أبي حاتم ٧/ ٣١١، فقال: روى عنه الثَّوري فيما كتب إليه. وعليه فتخطئة الحاكم لسفيان الثَّوري لأنَّهُ خالف الرواة خطأ من الحاكم، لأنَّ الخطأ ممن دون سفيان.
وأخرجه ابن المنذر في "تفسيره" (١٤٨٤) من طريق عبد الله بن الوليد العدني، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٧٢٤٦) من طريق محمد بن كثير العبدي، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (٧٦) من طريق الحسين بن حفص بن الفضل، ثلاثتهم عن سفيان الثوري قال: كتب إليّ محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه، فذكره. ووقع في "تعزية المسلم" المطبوع سقط.
وانظر ما قبله وما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>