وأخرج البخاري (٣٢٨٠) و (٣٣٠٤) و (٥٦٢٣)، ومسلم (٢٠١٢) (٩٧) من طريق ابن جريج، وأحمد (١٥١٦٧)، والبخاري (٣٣١٦)، وأبو داود (٣٧٣٣) من طريق كثير بن شِنطير، كلاهما عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر. ولفظ رواية ابن جريج: "إذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم، فإنَّ الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم"، ولفظ رواية كثير: "اكفتوا صبيانكم عند العشاء - أو المساء - فإنَّ للجن انتشارًا وخَطْفة". وذكرنا طرقه الأخرى عن جابر في تخريج الحديث الذي قبله. قوله تخترق فيها الشياطين قال المناوي في "فيض القدير" ١/ ١٨٠: "تخترق" بمعجمات وراء: تنتشر. وقال الصغاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" ١/ ٤٠٤: بالخاء والراء والقاف من الاختراق: قطع المفازة (الصحراء). والحديث نهي عن إطلاق الصبيان أول وقت العشاء، لأنه انتشار الشياطين قد يصيبونهم بشرّ. (١) لفظة "أبو" سقطت من النسخ الخطية. فأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. (٢) رجاله لا بأس بهم، لكن خولف محمد بن عجلان في لفظه، وأدخل حديثًا في حديث. أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد الرقاشي. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٢٣٠)، وابن عبد البر في "التمهيد" ١٢/ ١٧٨ - ١٧٩ من طريق يحيى القطان، عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم، عن جابر رفعه بلفظ: "إياكم والسمرَ بعد هدوء الليل، فإن أحدكم لا يدري ما يبث الله من خلقه، غلِّقوا الأبواب، وأَوكوا السقاء، وأكفئوا الإناء، وأطفئوا المصابيح". وقد تفرد ابن عجلان بإدخال حديث النهي عن السمر في حديث القعقاع عن جابر، إلَّا أنه قد روي أيضًا في حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر، وتفرّد بذلك سفيان من بين أصحاب أبي الزبير كما سيأتي. وخالف ابنَ عجلان في لفظه جعفرُ بن عبد الله بن الحكم، فرواه عن القعقاع بلفظ: "خمِّروا =