للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فذكر معاذٌ كلَّ خير يعمله ابن آدم، كلَّ ذلك رسولُ الله [يقول]: "وعادُ بالنَّاسِ خيرٌ من ذلك" قال: فماذا بأبي أنت وأُمِّي عادُ بالناس [خيرٌ] من ذلك؟ قال: فأشار رسولُ الله إلى فيه، قال: "الصَّمْتُ إِلَّا من خَيرٍ" قال: وهل نؤاخَذُ بما تكلَّمَتْ به ألسنتُنا؟ قال: فضربَ رسولُ الله فَخِذَ معاذ، ثم قال: "يا معاذُ، ثَكِلتْكَ أُمُّك - أو ما شاء الله أن يقول له من ذلك. وهل يَكُبُّ الناس على مَناخِرِهم في جَهَنَّمَ إِلَّا ما نطقَتْ به ألسنتُهم؟! فمن كان يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر فليَقُلْ خيرًا أو لِيسكُتْ عن شرٍّ، قُولُوا خيرًا تَغنَمُوا، واسكتُوا عن شرٍّ تَسلَمُوا" (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، والغرضُ في إخراجه في هذا الموضع إباحةُ دعاء المُتعلِّم لعالمه الذي يَقتبِسُ منه أن يجعل الله مَنِيّتَه قبل عالِمِه، فإني قدّمتُ قبل هذا أخبارًا صحيحة في إباحة قول الناس: جعلَني الله فِداك (٢).

٧٩٦٨ - حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّري بن خُزيمة، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن موسى بن عُقبة، عن أبي الزُّبير عن جابر قال: سمعت رسول الله يَنهَى أن يُباشِرَ الرجلُ الرجلَ في ثوب واحد، والمرأةُ المرأةَ في ثوب واحد (٣).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مختصرًا ومطولًا البخاري في "خلق الأفعال" (٢٩٣)، والضياء المقدسي في "المختارة" ٨/ (٤٠٥) من طريق أحمد بن صالح المصري، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٦٦٦) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب كلاهما عن عبد الله بن وهب بهذا الإسناد.
وسلف نحوه من حديث معاذ بن جبل نفسه برقم (٣٥٩٠).
(٢) انظر الحديثين (٧٩٥٠) و (٧٩٥١).
(٣) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد.
وأخرجه أحمد ٢٣/ (١٥٢٤٨) عن سليمان بن داود الهاشمي بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (١٤٨٣٦) و (١٥١٨٤) من طريقين عن ابن أبي الزناد، به.
وأخرجه أحمد أيضًا (١٤٧٥٣) و (١٤٧٥٤) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال: سألت =

<<  <  ج: ص:  >  >>