وأخرج البخاري (٢٢٩٢) و (٤٥٨٠) و (٦٧٤٧)، وأبو داود (٢٩٢٢) من طريق طلحة بن مصرّف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ قال: وَرَثةً ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء: ٣٣] قال: كان المهاجرون لما قَدِمُوا المدينةَ يَرِثُ المهاجرُ الأنصاريَّ دون ذوي رَحِمِه للأخوّة التي آخى النبيُّ ﷺ بينهم، فلما نزلت ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ نُسخت، ثمَّ قال: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ إِلّا النَّصرَ والرِّفادةَ والنَّصيحةَ، وقد ذهب الميراثُ، ويُوصي له. وأخرج أبو داود (٢٩٢٤) من طريق علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا﴾ [الأنفال: ٧٤] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا﴾ [الأنفال: ٧٢] فكان الأعرابي لا يرثُ المهاجر، ولا يرثه المهاجر، فنسختها فقال: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾. وانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (٨٢١٠). (١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل علي بن أبي طلحة، وقد توبع. أبو عامر الهوزني: هو عبد الله بن لُحي، والمقدام الكندي: هو ابن مَعْدي كَرِبَ ﵁. وحسّن الحديث أبو زرعة الرازي كما في "العلل" لابن أبي حاتم (١٦٣٦). وأخرجه أحمد ٢٨/ (١٧٢٠٣)، وأبو داود (٢٩٠٠)، وابن ماجه (٢٦٣٤)، والنسائي (٦٣٢١) =