واختلف على ابن جريج في رفعه ووقفه وفي إسناده أيضًا: فرواه عبدُ الرزاق في "مصنفه" (١٦٢٠٢) و (١٩١٢٤)، ومن طريقه إسحاق بن راهويه (١٢٣٢)، وأبو عوانة في "صحيحه" (٥٦٤١)، والدارقطني في "العلل - ط الريان" ٩/ ٤٧٦، ومحمدُ بن بكر البُرْساني عند الدارقطني أيضًا، وهشامُ بن سليمان المكي عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٣٩٧، ثلاثتهم (عبد الرزاق والبرساني والمكي) عن ابن جريج، به موقوفًا على عائشة. وخالفهم إسحاق بن إبراهيم السمرقندي عند أبي عوانة (٥٦٤٠)، فرواه عن ابن جريج به مرفوعًا. ورواه أبو عاصم النبيل الضحاكُ بن مخلد عن ابن جريج، فكان يرفعه أحيانًا، ويقفه أحيانًا، فأخرجه الترمذي (٢١٠٤)، والنسائي (٦٣١٨)، والبزار في "مسنده" (٢٤٨)، وأبو عوانة (٥٦٣٨)، والطحاوي ٤/ ٣٩٧، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ١١٩، والدارقطني في "السنن" (٤١١٢) و (٤١١٣)، والبيهقي ٦/ ٢١٥ من طرق عن أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به مرفوعًا. وقال الترمذي: حديث غريب، وقد أرسله بعضهم ولم يذكر فيه عن عائشة. وقال الدارقطني في "العلل": كان أبو عاصم ربما رفعه وربما وقفه، ورفعُه وهمٌ. وقال البيهقي: كان أبو عاصم يرفعه في بعض الروايات عنه ثم شكّ فيه، فالرفع غير محفوظ والله أعلم. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن ابن جريج إلَّا أبو عاصم قلنا: قد سبق أنَّ غير واحد أسنده عن ابن جريج. وأخرجه الدارمي (٣٠٢٠)، وأبو عوانة (٥٦٤٢)، والطحاوي ٤/ ٣٩٧، والدارقطني (٤١١٤) و (٤١١٥)، والبيهقي ٦/ ٢١٥ من طرق عن أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به موقوفًا. زاد الدارقطني في روايته فقيل لأبي عاصم: عن النبي ﷺ؟ فسكت، فقال له الشاذكوني: حدِّثنا عن النبي ﷺ، فسكت. وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ من قول عائشة موقوفًا عليها. وأخرجه عبد الرزاق (١٦٢٠١) و (١٩١٢٣) - وعنه إسحاق بن راهويه (١٢٣٢ م) - عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن طاووس، عن رجل مصدَّق، عن النبي ﷺ. وهذا إسناد ضعيف لإبهام شيخ عبد الله بن طاووس فيه، وهو مرسل أيضًا. وأخرجه عبد الرزاق (١٢٤٨٨) و (١٦١٩٩) و (١٩١٢٢) عن معمر، عن ابن طاووس قال: أُخبرتُ عن رجل من أهل المدينة، أن النبي ﷺ قال، فذكره. وفي سنده مبهم كسابقه. وأخرجه عبد الرزاق (١٢٤٨٩)، وإسحاق بن راهويه (١٢٣٣) - واللفظ له كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، قال: قال رسول الله ﷺ، مثله. قيل لسفيان: ابن طاووس عن من؟ قال: خالفني معمر في إسناده فتركته. وانظر حديث المقدام بن معدي كرب السالف برقم (٨٢٠١).