للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٨٢٠٤ - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامي، حدثنا محمد بن صَدَقة الفَدَكي، حدثنا ابن أبي الزِّناد، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: قال الزُّبير بن العوّام فينا نَزَلت هذه الآية: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: ٦]، قال: كان رسولُ الله قد آخَى بين رجلٍ من المهاجرين ورجل من الأنصار، فلم أشُكَّ أنّا نتوارثُ لو هَلَكَ كعبٌ وليس له مَن يَرِثُه، فظننتُ أني أرثُه، ولو هلكتُ كذلك يَرِثُني، حتى نزلت هذه الآية: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾ (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.


(١) إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد: وهو عبد الرحمن.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٤/ ٣٩٤، والبزار في "مسنده" (٩٨١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٥/ ١٧٤٢، والدارقطني في "سننه" (٤١٥٨) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ورواية البزار مختصرة، ورواية ابن أبي حاتم وحده فيها: عروة عن الزبير، وبقية الروايات صورتها صورة الإرسال قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن هشام بن عروة عن أبيه إلَّا ابن أبي الزناد!
قلت: تابع ابنَ أبي الزناد حمادُ بن سلمة فيما أخرجه أبو الطاهر المخلص في "المخلصيات" (٢٨٤٥)، والرافعي في "تاريخ قزوين" ٤/ ١٩٤، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٠/ ١٨٧ من طريقين عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (٨٢٠٠).
وكعبٌ المذكور هو كعب بن مالك كما في روايات الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١١/ ٥١٥: قال ابن عبد البَرِّ: كانت المؤاخاة مرَّتَينِ: مرّةً بين المهاجرين خاصّة وذلك بمكَّة، ومرّةً بين المهاجرين والأنصار، فهي المقصودة هنا. وذكر ابن سعد (١/ ٢٠٤) بأسانيد الواقديّ إلى جماعة من التابعين قالوا: لما قَدِمَ النبيّ المدينة آخي بين المهاجرين، وآخى بين المهاجرين والأنصار على المُواساة، وكانوا يَتوارَثون، وكانوا تسعين نفسًا بعضُهم من المهاجرين وبعضُهم من الأنصار، وقيل: كانوا مئةً، فلما نزل: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ﴾ بَطَلَت المواريث بينهم بتلك المؤاخاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>