لكن يعكَّر على رواية يزيدَ بن زريع مخالفةُ حماد بن سلمة له، فقد رواه فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" (١٣٤٣) - عن يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، عن أبي برزة. فأسقط الوساطة، فصار كما رواه عمرو بن مرة عن حميد عن أبي برزة في رواية شعبة المذكورة آنفًا. ووقعت رواية حماد بن سلمة في "سنن أبي داود" (٤٣٦٣): عن يونس عن حميد عن النبي ﷺ! وكذلك لم يذكر الوساطةَ كحماد وشعبة سليمانُ بنُ المغيرة - فيما رواه ابن أبي عاصم ص ١١٨ - عن هدبة بن خالد عنه، عن حميد بن هلال، عن أبي برزة. فهؤلاء ثلاثة حفاظ كبار، لا نُرى رواية يزيد بن زريع ترجح عليهم، والله أعلم. وانظر ما بعده. (١) خبر صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن قدامة، فقد تفرَّد بالرواية عنه توبة العنبري، ولم يرو هو عن غير أبي برزة نضلة بن عبيد، ولم نقف لعبد الله بن قدامة على حديث غير هذا، ومع ذلك وثّقه النسائي فيما نقله عنه المزّي. وأخرجه النسائي (٣٥٢٠) عن عمرو بن علي، عن معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد ١/ (٥٤) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، به.