للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

٨٢٨١ - أخبرنا أبو عبد الله الصَّفّار، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نُعيم، عن أبيه، قال: جاء ماعزُ بن مالك إلى النبيِّ فقال: يا رسول الله، إني زنيتُ فأَقِمْ فيَّ كتابَ الله، فأعرضَ عنه، حتى جاء أربعَ مّرات قال: "اذهبُوا به فارجُمُوه"، فلما مسَّتْه الحجارةُ جَزِعَ فاشتدَّ، قال: فخرج عبدُ الله بن أُنيس من باديته فرَمَاهِ بوَظِيفِ حمارٍ فَصَرَعَه،

ورماه الناسُ حتى قتلوه، فذكر للنبي فراره، فقال: "هلَّا تَركتُموه، لعلَّه يتوبُ ويتوبُ الله عليه" (١).


= بالزنى، ثم رجع عنه دُفع عنه الحدُّ، سواء وقع به الحدّ أو لم يقع، وإلى هذا ذهب عطاء بن أبي رباح والزهري وحماد بن أبي سليمان وأبو حنيفة وأصحابه، وكذلك قال الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه.
وقال مالك بن أنس وابن أبي ليلى وأبو ثور: لا يُقبل رجوعه ولا يُدفع عنه الحدّ، وكذلك قال أهل الظاهر، وروي ذلك عن الحسن البصري وسعيد بن جبير، وروي معنى ذلك عن جابر بن عبد الله. وتأولوا قوله: "هلا تركتموه" أي: لينظر في أمره ويستثبت المعنى الذي هرب من أجله، قالوا: ولو كان القتل عنه ساقطًا لصار مقتولًا خطًا، وكانت الدية على عواقلهم، فلما لم تلزمهم ديته دلَّ على أنَّ قتله كان واجبًا.
(١) رجاله ثقات غير يزيد بن نعيم، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وروى له مسلم حديثًا، وقد اختُلف عليه في وصله وإرساله كما سيأتي. وأبوه نعيم. وهو ابن هزَّال - مختلف في صحبته كما ذكرنا عند الرواية (٨٢٧٩)، ورجح ابن عبد البرّ أن لا صحبة له.
أحمد بن محمد بن عيسى هو ابن الأزهر، وسفيان: هو الثَّوري.
وأخرجه أحمد ٣٦/ (٢١٨٩٢)، وأبو داود (٤٣٧٧)، والنسائي (٧١٦٧) و (٧٢٣٤) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (٢١٨٩٠) و (٢١٨٩٣)، وأبو داود (٤٤١٩) من طريق هشام بن سعد، عن يزيد بن نعيم، به.
ورواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، واختلف عليه: فرواه حبان بن هلال عند النسائي (٧٢٤٠)، وأبو الوليد الطيالسي عند الطحاوي في "شرح =

<<  <  ج: ص:  >  >>