للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أرسَلَني خالدُ بن الوليد إلى عمر، فأتيتُه وهو في المسجد معه عثمانُ بن عفان وعليٌّ وعبدُ الرحمن بن عوف وطلحةُ والزُّبيرُ متَّكئون معه في المسجد، فقلت: إنَّ خالد بن الوليد أرسَلَني إليك، وهو يقرأ عليك السلامَ، ويقول: إنَّ الناس قد انهمَكُوا (١) في الخمر، وتَحاقَرُوا العقوبة. فقال عمر: هم هؤلاء عندك فسَلْهم، فقال عليٌّ: نَراه إذا سَكِرَ هَذَى، وإذا هَذَى افترى، وعلى المفتري ثمانونَ. فقال عمرُ: أبلِغْ صاحبَك ما قال. فجَلَدَ خالدٌ ثمانينَ، وجَلَدَ عمرُ ثمانينَ، فكان عمرُ إذا أُتِيَ بالرجل القوي المُنهمِك في الشُّرْب جَلَدَه ثمانينَ، وإذا أُتِي بالرجل الضعيف الذي كانت منه الزَّلّة جَلَدَه أربعين، ثم جَلَدَ عثمانُ ثمانين وأربعينَ (٢).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.


(١) تحرَّف في (ز) و (ك) و (ب) إلى: اتهموك، والمثبت من (م) وهو الصواب.
(٢) إسناده ضعيف، وَبَرة الكلبي مجهول، قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" ٨/ ٣٧٣ قال ابن حزم في "الإيصال": مجهول. ثم ذكر ابن حجر أنه ترجم له في "تهذيب التهذيب" لأنه وقعت له رواية عند النسائي في "الكبرى" لهذا الحديث الذي ذكره ابن حزم. ولم نجد له ترجمة فيه! ولم نجد ذكرًا لوبرة الكلبي في "سننه"، وإنما ذكر النسائيُّ وَبَرة بن عبد الرحمن الحارثي، وهو غير الكلبي.
وأخرجه الدارقطني (٣٣٢١) - ومن طريقه البيهقي ٨/ ٣٢٠ - من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَّورقي، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وقال فيه ابن وَبَرة، وكذا ترجم له ابن حجر في "إتحاف المهرة" ١٢/ ٤٢٠.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/ ١٥٣ من طريق عبد الله بن وهب وروح بن عبادة، عن أسامة بن زيد به. وعنده: وَبَرة.
وفي "صحيح مسلم" (١٧٠٦) من حديث أنس: أنَّ الذي أشار على عمر بالأربعين هو عبد الرحمن بن عوف، ولفظه: أن النبي جلد في الخمر بالجريد والنعال، ثم جلد أبو بكر أربعين، فلما كان عمر، ودنا الناس من الريف والقرى، قال: ما ترون في جلد الخمر؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أرى أن تجعلها كأخفّ الحدود، قال: فجلد عمر ثمانين.
وانظر ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>