للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عُمارة بن عَبْدٍ، عن حذيفة قال: إياك والفتن، لا يَشخَص لها أحدٌ، فوالله ما شَخَصَ لها أحدٌ إِلَّا نَسَفته كما يَنسِفُ السَّيلُ الدَّمْنَ، إنها مُشبِّهَةٌ مُقبلة، حتى يقول الجاهل: هذه تُشبه (١)، وتبين مدبرةً، فإذا رأيتموها فاحتموا في بيوتكم، واكسروا سيوفكم، وقَطِّعوا أَوتاركم، وغَطُّوا وجوهكم (٢).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

٨٥٩١ - وأخبرني أبو عبد الله الصَّنعاني، حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: ثارت الفتنة الأولى فلم يبقَ ممَّن شَهِدَ بدرًا أَحدٌ، ثم كانت الفتنةُ الثانية فلم يبق ممَّن شهد الحديبية أحدٌ، وأظنُّ لو كانت فتنة ثالثةٌ لم ترتفع وفي الناس طَبَاخٌ (٣).


(١) هكذا في النسخ الخطية و "تلخيص الذهبي"، وفي "جامع معمر" وبعض مصادر التخريج: هذه سنة، وكأنه أقرب إلى الصواب، والله أعلم. وفي الطبعة الهندية من "المستدرك": هذه تشبه.
(٢) إسناده محتمل للتحسين، عمارة بن عبدٍ لم يرو عنه غير أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - وقال أبو حاتم الرازي: مجهول لا يحتج به. كذا قال، وعمارة هذا تابعي قد روى عن حذيفة وعلي، ووثقه العجلي وابن حبان، ونقل الجوزجاني عن أحمد بن حنبل - كما في "الجرح والتعديل" ٦/ ٣٦٧ - أنه قال فيه: مستقيم الحديث؛ فمثله محتمل للتحسين إن شاء الله.
وهذا الخبر في "جامع معمر" (٢٠٧٤٠)، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (٣٤٣) و (٤٧٢)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" ٢/ ٥٩٣ - ٥٩٤، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٧٣ - ٢٧٤.
ومعنى كلام حذيفة - كما قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" (شبه) -: أنَّ الفتنة إذا أقبلت شبَّهت على القوم وأَرَتهم أنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويركبوا منها ما لا يجوز، فإذا أدبرت وانقضت بان أمرُها، فعلم من دخل فيها أنه كان على الخطأ.
(٣) إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن إبراهيم بن عباد الدَّبَري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وهذا الأثر في "جامع معمر" برقم (٢٠٧٣٩). =

<<  <  ج: ص:  >  >>