(١) صحيح لغيره، وهو موقوف، محمد بن إبراهيم بن أورمة مجهول، لكنه لم ينفرد به، وله في هذا الخبر إسنادان، الأول: من رواية سفيان - وهو الثوري - عن الأعمش عن إبراهيم - وهو ابن يزيد النخعي غالبًا لعله عن ابن مسعود، فقد كان إبراهيم النخعي كثيرًا ما يرسل عن ابن مسعود وهو لم يلقه. والإسناد الثاني: من رواية سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء - وهو عبد الله بن هانئ الكندي - عن ابن مسعود، وهذا متصل، ورجال الإسنادين ثقات غير أبي الزعراء هذا، فقد انفرد بالرواية عنه ابن أخته سلمة بن كهيل، ووثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وذكره البخاري في "تاريخه" ٥/ ٢٢١ وأورد له حديثًا وقال: لا يتابع في حديثه. ومهما يكن من أمرٍ، فقد جاء في المرفوع ما يغني عنه كما سيأتي. وخبر ابن مسعود أخرجه أيضًا نعيم بن حماد في "الفتن" (١٤٣) عن عبد الرحمن بن مهدي ووكيع، والطبراني في "الكبير" (٩٧٤٩) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل به. وقد صحَّ من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: "لا تذهب الدنيا حتى يمرَّ الرجل على القبر فيتمرَّغ عليه ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدِّينُ إلَّا البلاء"، أخرجه مسلم (٢٩٠٨) (٥٣ - ٥٤). وفي لفظ عند أحمد ١٦/ (١٠٨٦٦): "ما به حبُّ لقاء الله".