وأما رواية شريك بن عبد الله النخعي له عن علي بن زيد بن جُدعان عن أبي قلابة عند أحمد ٣٧/ (٢٢٣٨٧) وغيره، فالغالب أنه من تخليط شريك، فإنه كان سيئ الحفظ، وقد ذكره الذهبي في ترجمة علي بن زيد من "الميزان" وقال: أراه منكرًا. انتهى، وعلي بن زيد ضعيف وله عجائب ومناكير. أما حديث سفيان - وهو الثوري - عن خالد الحذّاء، فقد أخرجه ابن ماجه (٤٠٨٤)، والبزار في "مسنده" (٤١٦٣)، والروياني في "مسنده" (٦٣٧)، والمستغفري في "دلائل النبوة" (٥٤)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (٥٤٨)، والبيهقي في "الدلائل" ٦/ ٥١٥ من طرق عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري بهذا الإسناد بمثل رواية المصنف التي ظاهرها المفارقة بين الرايات السود وبين المهدي، فإنَّ في الكلام بينهما انقطاعًا يفهم من قوله: "ثم ذكر شيئًا"، وعند غير المصنف ثم ذكر شيئًا لا أحفظه، غير رواية أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق عند الداني فبلفظ: " … ثم لا يصير الملك إلى أحد منهم، ثم تُقبل الرايات السُّود من قبل خُراسان، فائتوها ولو حبوًا على الركب، فإنَّ فيها خليفة الله المهدي"، فجعل المهدي من أصحاب الرايات السود. وهكذا رواه عبدُ الوهاب بن عطاء الخفّاف عن خالد الحذاء كما سيأتي عند المصنف برقم (٨٧٤١)، إلّا أنه وقفه على ثوبان من قوله بلفظ: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فائتوها ولو حبوًا، فإنَّ فيها خليفة الله المهدي. فهذا عبد الوهاب الخفاف قد خالف سفيان في إسناده =