للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا يصيرُ إلى واحدٍ منهم، ثم تَطلُعُ الراياتُ السُّودُ من قِبَل المشرق، فيقاتلونكم قتالًا لم يُقاتِله قومٌ" ثم ذكر شيئًا فقال: "إذا رأيتُموه فبايِعُوه، ولو حَبوًا على الثّلج، فإنه خليفةُ الله المَهْدِيُّ" (١).


(١) ضعيف مضطرب، مداره على خالد بن مهران الحذّاء، فالحديث يعرف به كما يفهم من كلام تلميذه الإمام الحُجة إسماعيل ابن عُليَّة فيما قال أحمد بن حنبل عنه في "العلل" برواية ابنه عبد الله (٢٤٤٣)، والجمهور على توثيق خالد، إلّا أنَّ ابن عُليَّة قال: كان خالد يرويه فلم نلتفت إليه، ثم ضعف ابن عليَّة أمرَه؛ يعني حديث خالد هذا في الرايات. قلنا: ولعلَّه أُدخل عليه، فإنَّ تلميذه الآخر الحُجّة حماد بن زيد أشار إلى أنه تغيَّر حفظه بأخرة، فقد روى العقيلي في "الضعفاء" ١/ ٥٦٥ عن يحيى بن آدم قال: قلت لحماد بن زيد: ما لخالدٍ الحذاء في حديثه؟! قال: قدم علينا قدمةً من الشام فكأنّا أنكرنا حفظه. قلنا: وقد وقع خلاف في لفظه وفي رفعه ووقفه كما سيأتي.
وأما رواية شريك بن عبد الله النخعي له عن علي بن زيد بن جُدعان عن أبي قلابة عند أحمد ٣٧/ (٢٢٣٨٧) وغيره، فالغالب أنه من تخليط شريك، فإنه كان سيئ الحفظ، وقد ذكره الذهبي في ترجمة علي بن زيد من "الميزان" وقال: أراه منكرًا. انتهى، وعلي بن زيد ضعيف وله عجائب ومناكير.
أما حديث سفيان - وهو الثوري - عن خالد الحذّاء، فقد أخرجه ابن ماجه (٤٠٨٤)، والبزار في "مسنده" (٤١٦٣)، والروياني في "مسنده" (٦٣٧)، والمستغفري في "دلائل النبوة" (٥٤)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (٥٤٨)، والبيهقي في "الدلائل" ٦/ ٥١٥ من طرق عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري بهذا الإسناد بمثل رواية المصنف التي ظاهرها المفارقة بين الرايات السود وبين المهدي، فإنَّ في الكلام بينهما انقطاعًا يفهم من قوله: "ثم ذكر شيئًا"، وعند غير المصنف ثم ذكر شيئًا لا أحفظه، غير رواية أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق عند الداني فبلفظ: " … ثم لا يصير الملك إلى أحد منهم، ثم تُقبل الرايات السُّود من قبل خُراسان، فائتوها ولو حبوًا على الركب، فإنَّ فيها خليفة الله المهدي"، فجعل المهدي من أصحاب الرايات السود.
وهكذا رواه عبدُ الوهاب بن عطاء الخفّاف عن خالد الحذاء كما سيأتي عند المصنف برقم (٨٧٤١)، إلّا أنه وقفه على ثوبان من قوله بلفظ: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فائتوها ولو حبوًا، فإنَّ فيها خليفة الله المهدي. فهذا عبد الوهاب الخفاف قد خالف سفيان في إسناده =

<<  <  ج: ص:  >  >>